أين نحن من التعبئة الموازية للأسود؟

حز في نفسي، وأنا أتابع قنوات مصر الرياضية، على هامش احتضانها لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، في النسخة 32، حيث تعاين حضورا مكثفا للجوانب المضيئة لمسيرة منتخب الفراعنة في هذه المسابقة الكروية القارية، سواء من حيث استحضار المباريات الموصوفة بـ "الخالدة"، أو الأسماء التي صنعت مجد الكرة المصرية في هذه الكأس

أين نحن من التعبئة الموازية للأسود؟

ومن خلال معاينة دقيقة، لما يعرض ويبث، تقف مشدوها ومعجبا ومندهشا للعمل الذي يقوم به الساهرون اليوم على مثل هذه البرامج، حيث يتم اختيار الأقوى تأثيرا وتحريكا للعواطف، من أجل الدفع بالمصريين إلى عدم التوقف عن تشجيع منتخب بلادهم إلى أن يتم التتويج باللقب الثامن في مسار الفراعنة في كاس إفريقيا.

وفي ضوء تلك اللحظات التي منحتني فرصة متابعة – معاينة، هذه البرامج، وجدت أن تركيز الباث، منحصر بالدرجة الأولى على أهداف منتخب مصر، وفرحة اللاعبين الهيستيرية، والطاقم التقني، ثم الجماهير، التي ظهرت في طل اللقطات وهي حاملة للأعلام الوطنية، على مدرجات الملاعب.

بالموازاة، مع ذلك، يتم "الفوكيس" على أسماء نقشت اسمهما بأحرف من ذهب في سجل هذه المسابقة القارية، من قبيل أحمد حسن، أبو تريكة، طاهر أبو زيد، وشوقي غريب، وعمر زكي، أحمد شوبير، عصام الحضري...دون نسيان المدرب حسن شحاتة...

بالمقابل، المنتخب المغربي المشارك حاليا في هذه النسخة، باستثناء المتابعات العادية حول الأسود، قبل وبعد مبارياته، لا وجود لأي برامج أرشيفية تستحضر على سبيل المثال لا الحصر، الإنجاز الوحيد عام 1976 بأديس أبابا، وكذا الوصول إلى نهائيات نسخة تونس 2004، مع الإطار الوطني بادو الزاكي، دون أن ننسى جيل نهائيات العام 1980 بنيجيريا، ولم لا الاستعانة بالمشاركة المتميزة واللافتة للأسود في مونديال 1998 بفرنسا.

ويزداد أسفي وحسرتي، عندما أعاين غيابا تاما لأسماء صنعت هذه المحطات البارزة في تاريخ مشاركات المنتخب المغربي، سواء في وسائل الإعلام الوطنية أو ملعب السلام المصري، خاصة أن الكثير منهم مازال على قيد على الحياة، أحمد فرس، صاحب أول كرة ذهبية إفريقية، واعسيلة، والتازي، والزهراوي، والعربي أحرضان والسميري، والبياز، واحسينة، خالد الأبيض، والبويحياوي وخلفية...ومعذرة للباقي، أين حظهم في وسائل الإعلام في مثل هذه المحطات الكروية الاستثنائية؟