أولا، لما شد المنتخب المغربي الرحال نحو مصر، الكثير كان ينتظر عودة مبكرة، بالنظر إلى مباراتيه الوديتين، اللتين انهزم فيهما أمام نامبيا(0-1)، وزامبيا (2-3)، ثم وقوعه في مجموعة وصفت بـ"الموت"، ضمت ناميبيا، وجنوب إفريقيا والكوت ديفوار.
وما زاد في تشاؤم الجماهير المغربية، المباراة الأولى ضد ناميبيا، التي فاز فيها الأسود بصعوبة بأداء أقل من المتوسط.
لكن في المباراتين الثانية والثالثة، حقق المنتخب الوطني الفوز، وبالتالي تصدر مجموعته الرابعة بالعلامة الكاملة (3 انتصارات 9 نقاط)، هنا كبر الحلم، خاصة بعدما تم التعرف على خصم دور الثمن (البنين).
لم يكن أحد يتوقع ذاك السيناريو التي ميز مباراة البنين، ومع ذلك ظل الجمهور متفائلا، ومتشبثا بأمل التأهل إلى دور الربع، خاصة بعدما أعلن حكم المباراة عن ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة (90+4)، لكن زياش ضيع، فدب الشك والخوف إلى القلوب.
ظل الخصم البنيني، واقفا وصامدا في وجه الأسود، وبعشرة لاعبين، إلى أن وصل بالمباراة إلى ضربات الترجيح، والبقية معروفة...
على هذي هذا الاستعراض الكرونولوجي لمسيرة المنتخب المغربي قبل وأثناء الكان، يتضح أن هناك شيء ما غير مفهوم، وربما في حوار سايس مع مجلة "فرانس فوتبول" بعض من المداخل لفهم ما جرى هناك بمصر.
كنا نأمل أن تقدم الجامعة الملكية المغربية للعبة على تنظيم ندوة صحافية فوز العودة من مصر، لتسليط الضوء على هذا الإقصاء، الذي خالف ثقة الرئيس فوزي لقجع "ذاهبون للكان للفوز باللقب".
فمن غير المستساغ أن ننظم ندوة وندلي بتصريحات عند تحقيق إنجاز ما، ونتوارى إلى الخلف أمام وضعية الفشل أو العجز.
أكثر من ذلك، كانت هناك إعفاءات لعدد من المسؤولبن بالجامعة، لكن لم يصدر أي بلاغ تفسيري أو توضيحي لهذه الإقالات.
ظل الصمت مطبقا حول مصير الناخب الوطني هيرفي رونار، إلى أن طلع علينا خبر استقالته من قناة "الرياضية"، هنا سارعت الجامعة لنفيه عبر بلاغ "ملتبس" تبعه تدوينة "تعليقية" لرونار، تركت الباب مفتوحا على كل السيناريوهات...
هل قدرنا دائما أن نجد مسوغات "الفشل"، لتهدئة النفوس...وبعد تحقيق إنجاز ما نعود لبث الأسطوانة إياها.
لنقرأ جيدا، ودون أي عقدة، من يقف وراء وصول السنغال والجزائر للمباراة النهائية؟ وربما قد نجد في ذلك ما يساعد على وضع تصور جديد لمنظومتنا الكروية؟