قراءة في تغريدة رونار

"بطلب مني، التقيت السيد لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تحدثنا عن المنافسة التي انتهت بالنسبة إلينا، تحدثنا أيضا، عن المستقبل. من جهتي أحطته علما بموقفي، واتفقنا على ألا ندلي بأي تصريح علني".

قراءة في تغريدة رونار

إنها التغريدة التي كتبها الناخب الوطني هيرفي رونار على صفحته بالموقع التواصلي "تويتر"، مباشرة بعد خروج خبر استقالته على صفحة قناة "الرياضية" بالفايسبوك، ونفي الجامعة الملكية المغربية للعبة على موقعها الرسمي له، والتي جاءت (أي التغريدة) حاملة لعبارات تثير الكثير من التساؤلات المحيرة والمشروعة في الآن ذاته.

"بطلب مني..."عبارة فيها الكثير من عدم احترام التراتيبة، بل وتحمل في طياتها نوعا من الاستعلاء، أي بصيغة تعبيرية أخرى "أنا الذي رغبت...، وطلبت... وأردت..." وكلها بضمير المتكلم، الذي يشير في هذا السياق إلى الاعتزاز بـ"الآنا".

وصدق الزميل عبدالرحمان إيشي في ورقته التي نشرها بـ"لومتان" ، حيث قال "تغريدة هيرفي رونار التي من خلالها يؤكد أن لقاءه مع فوزي لقجع كان بطلب منه، تثير أكثر من تساؤل، خاصة بخصوص العلاقة التراتبية بين الرجلين، هذا الخطاب، الذي يمكن أن يظهر وكأنه لطيف، جاء ثقيلا بالمعاني، بما أنه يخلل التراتبية بين الرجلين"، وتابع إيشي في ورقته "..إنها أيضا طريقة لكي يقول بشكل ضمني، أنه (أي رونار)، من يحدد التوقيت وجدول الأعمال، لكن في الواقع العكس هو الذي ينبغي أن يكون، فالصدى الذي تركته الصيغة التي تحدث بها عن اللقاء تعطي الانطباع أنه أكثر قوة من رئيسه".

"اتفقنا على ألا ندلي بأي تصريح علني"، مؤشر آخر على قوة رونار بتعبير إيشي، وقدرته على أن يفرض على الجامعة التزام السرية حول مضامين اللقاء، "ها نحن أمام أجير يفرض على مشغله أن عدم إخبار الرأي العام الوطني بآخر المعلومات التي تهم المنتخب الوطني، كما لو أن الأمير يتعلق بمنتخب وطني خاص بفوزي لقجع وهيرفي رونار، اللذان اتفقا معا على عدم إماطة اللثام عن الاجتماع".

"تحدثنا عن المستقبل. من جهتي أحطته علما بموقفي..."صيغة  ترجح أكثر فرضية الرحيل، خاصة إذا ربطناها بتصريحه عقب الإقصاء أمام البنين، الذي قال فيه "أنا من يتحمل الإقصاء، بل والإخفاق"، وهو ما تؤكده صحيفة "لكيب" في عددها الصادر اليوم الأربعاء "رغم أنه مرتبط بعقد مع المغرب، هيرفي رونار سيغادر منصبه كناخب...مغادرته التي تتردد منذ عدة شهور ستكون رسمية في غضون الأيام القليلة المقبلة"، فهل ستتعامل الجامعة ورونار بالطريقة التي ردت بها على خبر "الرياضية"، أم أن الخبر بالفعل صحيح، فقط ينتظر ترتيبات توافقية قبل الإعلان الرسمي عنها.

بقي تساؤل أخير، هل كان رونار سيكتب هذه التغريدة لو كان مدربا للمنتخب الفرنسي؟

لا أعتقد ذلك، حتى مع ليل أو سوشو، الفريقان اللذان سبق أن دربهما...للأسف.