لكن كل هذا التشابه من المستحيل أن يستمر عندما يتصارع الصديقان على اللقب القاري في ملعب القاهرة غداً الجمعة، لأن الابتسامة ستختار أحدهما فقط بينما سيشعر الآخر بالحزن حتى لو امتزج ذلك بالفخر بمسيرة لاعبيه الرائعة.
وارتدى المدربان قميص باريس سان جيرمان في بداية مسيرتهما مع كرة القدم في تسعينات القرن الماضي، والتقيا كلاعبين في مواجهات الجزائر والسنغال الدولية.
وقضى بلماضي أغلب مسيرته كلاعب في فرنسا كما انتقل إلى إنجلترا لفترة من الوقت، إضافة إلى عدة دول أخرى.
وفعل سيسي الأمر ذاته إذ أنه إضافة إلى اللعب في فرنسا مع أندية مختلفة ذهب إلى إنجلترا ولعب هناك لعدة سنوات قبل أن يعتزل الاثنان منذ 10 سنوات ويتجهان إلى عالم التدريب.
وإذا كان سيسي تولى تدريب السنغال منذ 2015 فإن بلماضي شغل منصبه الحالي قبل عام واحد، بعد مسيرة رائعة كمدرب، لكن في النهاية وصل الثنائي إلى المحطة النهائية لكأس الأمم.
ولن تكون المواجهة في النهائي هي الأولى بينهما كمدربين بعدما تفوق بلماضي على سيسي (1-0) خلال دور المجموعات بالبطولة الجارية.
وقال بلماضي، الذي ولد في 25 مارس وبعد يوم واحد فقط من سيسي، للصحافيين "أعرف سيسي جيداً، ونحن ننتمي لنفس الجيل ودرسنا في نفس القطاع في باريس وكبرنا معاً...كان لاعباً منضبطاً، رغم خبرته (القصيرة) في مجال التدريب لكنه حقق نتائج سريعة بسبب احترافيته وتاريخه الباهر كلاعب... مقابلته دائماً ما تلهمني السعادة والرضا وبغض النظر عن المواجهة بيننا فأنا أحترمه كثيراً".
ورد سيسي الذي كان يحمل شارة قيادة السنغال في كأس العالم 2002 قائلاً "جمال مدرب خططي رائع ومن جانبنا فإن لدينا هويتنا وطريقة لعب وفلسفة سنحاول تنفيذها".
ويملك سيسي خبرة الظهور في نهائي كأس الأمم عندما قاد بلاده إلى المباراة النهائية في نسخة 2002 قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام الكاميرون ويحلم الآن بكل تأكيد بحصد اللقب القاري لأول مرة.
وهذا تماماً ما يفكر فيه بلماضي إذ أحرزت الجزائر لقب كأس الأمم مرة واحدة فقط عندما استضافت البطولة على أرضها في 1990 ولم تصل إلى النهائي منذ ذلك الحين.
وقال بلماضي بعد بلوغ النهائي والفوز 2-1 على نيجيريا بشق الأنفس بفضل ركلة حرة نفذها رياض محرز في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع "المدرب الشاب يمكنه أن يكتب التاريخ ويقدم كرة قدم مميزة، أليو سيسي صديق لي ومواجهته ستكون مثيرة".
والآن السؤال.. من سيكون صاحب الابتسامة الأخيرة في أول نهائي لكأس الأمم بين اثنين من المدربين المحليين منذ 1998؟