في توضيحاته ورده، كان لقجع يجمع بين التفهم والصرامة والتشدد والجرأة، وبلغة دقيقة من خلال اختيار الكلمة المناسبة في السياق المواتي لها، ولا يهم هل بالفرنسية أو الفصحى أو الدراجة، مادام القصد واضح، بل أكثر من ذلك كان بين الفينة والأخرى يستلهم مرجعيته الدينية بالاستشهاد بآيات قرآنية، أو التراثية بالاستعانة ببعض الأمثال.
على هدي هذه الخلفية، خلت (بكسر الخاء وتسكين اللام) أن لقجع كان مستعدا لهذا اللقاء، وجاء لوضع النقط على الحروف، لاستشراف آفاق أكثر تألقا وتوهجا لكرة القدم الوطنية، لكن اتضح أن طموحاته وأهدافه أكبر، مما يتصور.
في اللقاء، ما كان مثيرا هو التعقيبات، التي كانت مخيبة للآمال، حيث أظهرت أن أصحابها يعانون أولا فقرا إبداعيا، يتجلى في اللغة الموظفة لتعبير عن آرائهم، وثانيا قصورا رؤيويا بغياب مقترحات وأفكار من شانها أن تتماشى وطموحات وأهداف الجهاز الجامعي في شخص رئيسها.
أيها المتدخلون - المسؤولون، لقجع، وبالطريقة التي عرض بها أفكاره وقناعته، ومشاريعه، بات في حاجة لرجال لا يمتدحون، أو يدافعون، أو يشيدون أو يصفقون، بل إلى من يترجم هذه الأفكار- الطموحات على أرض الواقع، كل من موقع مسؤوليته.
في اللقاء التواصلي، غاب "الفيدباك" بين لقجع ومن أخذ الكلمة، على اعتبار أن رئيس الجامعة طرح أفكارا تروم تحقيق القفزة التاريخية، التي يتوق لها الجميع، لكن عندما تتاح الفرصة، نتركها جانبا عند النقاش، ونبدأ في المدح، والمساندة وقول عبارات من قبيل "الوقوف بجانبك، وليذهب الأعداء والشامتون"...وتهدر الفرصة، وهنا تعود حقيقة "حليمة إلى عادتها القديمة" كما جاء في كلمة لقجع.
من يتحدث الآن عن مضامين الرسالة الملكية للمناظرة الثانية التي عقدت العام 2008 بالصخيرات أيضا، والتي وصفها الجميع وقتها بـ"خارطة الطريق"، هو فقط تذكير ليس إلا.