تصريحات المدربين لم تحاول وضع مساحيق تجميل لتلميع صورة المنتخبات التي يشرفون عليها، إذ تبين لهم أن الواقع راهنا غير مبشر، فالناخب الجديد وحيد هليلوزيتش في اختباريه مع الأسود ضد بوركينافاسو والنيجر، صدم الجميع بالقول إن المنتخب المغربي لن يبلغ مونديال قطر 2022 إذا بقي بهذا المستوى، الذي لم يقنع أحدا.
هليلوزيتش مطلوب منه ليس فقط تدبير إرث المدرب الأسبق هيرفي رونار، بل وضع لمساته الخاصة على تشكيلة يبدو منذ الآن أنها لن تخرج على ثوابت اعتدنا مشاهدتها حتى قبل مونديال روسيا، وستكون المباريات المقبلة كفيلة بتحديد معالم رؤيته الفنية والتقنية.
الحسين عموتة وقبل ملاقاة الجزائر في تصفيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين، قال إنه يعمل على مشروع وليس من أجل مباراة وحيدة، ولو أنه استفاد من المباراتين الوديتين اللتين فاز فيهما على النيجر وبوركينافاسو، في إشارة منه إلى أن الجمهور عليه تقبل أي نتيجة تسفر عنها مباراة الجزائر، لكن مع ذلك أي مستقبل للمنتخب المحلي إذا حصل الإقصاء لا قدر الله. هل سيكون تجميعا فقط للاعبين المحليين في خدمة سيستفيد منها بالأساس وحيد هليلوزيتش، علما أنه ليس هناك خيطا ناظما ورؤية موحدة بين المنتخبات الوطنية.
ويبدو أن أكبر ضربة كانت لباتريس بوميل على رأس المنتخب الأولمبي، الذي أقصي من الدور المؤهل إلى بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة التي يتأهل منها ثلاثة منتخبات لأولمبياد طوكيو. بوميل أدى ثمن الفشل في التكوين الذي عصف في وقت سابق بناصر لاركيت ومعه ظهرت هشاشة هذه المنظومة داخل الفرق الوطنية، ورغم الاستعانة بمحترفين من الطراز الأول إلا أنه لم يكن كافيا لهزم منتخب مالي، الذي ظهر أقوى بفضل عمل استمر لسنوات، بينما سيجد بوميل نفسه إن بقي في هذه المهمة، مضطرا لهندسة منتخب من الصفر.