اعتذار بن عطية

هزني خبر اعتذار "مدهي" بن عطية وليس مهدي كما هو مشاع..

اعتذار بن عطية

 اعتذر عن عدم الاستجابة لدعوة مدرب المنتخب الوطني للمشاركة في مباراتين اعداديتبن.. انا "سكة قديمة" إن شئتم. ولا أسمي ذلك اعتذارا بل مقاطعة..

في السابق كان حضور معسكرات المنتخب الوطني من أقدس واجبات اللاعبين المغاربة، وكان الاستدعاء شرفا..

اذكر انه جرى في سبعينيات القرن الماضي إيقاف لاعبين تخلفوا عن التجمعات الخاصة بالمنتخبات الوطنية لمختلف الفئات، وصدرت بلاغات في هذا الخصوص وجرى نشرها في الصحف وبثها في الإذاعة.

وكان اللاعب الممارس في الخارج يكثف اتصالاته بالجامعة ليخبر بمنعه من طرف فريقه لأنه يرفض أن يعتبر غيابه تخلفا عن الواجب الوطني.

اليوم، لم يعد هذا ممكنا لأننا بصدد تحولات لم نكن نعرفها أصبح الانضمام بالمنتخب الوطني بـ"المزاوكة" و"خليني نفكر" و"نجي نشوف الأجواء عندكم كي عاملة ونقرر" و......

أصبح اللاعب ينظر للمنتخب من فوق وبالتالي يصعب أن تفرض عليه أي شيء، بل تقبل منه كل شيء.. حين جرت دعوة بن عطية للمنتخب الوطني الاول في عهد روجي لومير كان سعيدا بذلك، ورغم علمه بوجوده في الصفوف الخلفية "بقى شاد الصف"، وكان يتابع المباريات من المدرجات و"حامد الله" إلى أن أتيحت له الفرصة ضد الكاميرون..

بفضل اجتهاده طبعا ووجوده ضمن المنتخب الوطني تمكن من تجاوز الصعاب والانضمام إلى فريق في مستوى تطلعاته علما أن هذا كان صعب المنال في مراحل سابقة حتى مع فرق من مستوى ديسبورغ الألماني حيث أخفق في الاختبار.

ان تكون لاعبا دوليا ليس أمرا سهلا والدليل انه بفضل الصفة أصبح كل شيء في المتناول، لكن بن عطية تغير كثيرا انضم في البداية إلى تحالف لاعبي فرنسا الذي اعتزل اقطابه فانفرد هو بالقيادة...

كانت صور مسربة توحي بأنه يستغل التجمعات للترويح عن النفس أكثر من أي شيء آخر وحتى رونار لما رغب في التعامل مع بعض السلوكيات بحزم أدخل الصف بحكم قوة ودهاء احداهن، وامن كما انت غربتي قبله بأن ما ينبغي النظر اليه هو عطاء اللاعبين وليس تصرفاتهم.

أصبح بن عطية كل شيء بالسلب والإيجاب.. إذ لابد أن يرد اسمه في كل القضايا التي تتفجر.. وأخرها النيل الأزرق مع الاحتفاظ بحق الانفراد للزميل العزيز عبد العزيز بلبودالي..

اليوم وهو يلعب في الخليج  يتعرض لانتقادات لاذعة هناك يعتذر كما اعتذر من قبل في عدة مناسبات ويعتذر غدا وبعد غد اذا تواصلنا ملاحقته...

اللعب للمنتخب الوطني يجب أن يستحق كما يجب أن يكون من أوجب الواجبات... اعتقد انه يجب القطع مع "الغريب ولمزاوكة" والاعتماد على من يعتبر الانضمام للمنتخب الوطني شرفا ويبدي استعداده في كل وقت وحين.. والاعتذار في حال الخطأ والاخلاق لأن سياسة الملاحقة لم تحقق لنا أكثر مما تحقق من قبل...

مرحبا بكل أبناء المغرب في بلدهم ومنتخباتهم، لكن لا ينبغي التكبر على المنتخبات الوطنية والنظر إليها من فوق.. إننا بذلك نقتل طموح الآخرين ترى كيف تكون معنويات لاعب خاض المباريات الإعدادية وأبان عن مؤهلات محترمة ويجري الزج به في الاحتياط أن كان محدودا من أجل عيون المعتمرين اليوم..