وأكد لي أن الراحل لم يكن يبالي بما يقال له ولا مطالب الآخرين لحثه على المشاركة اذا كان مصابا أو مريضا.
فلسفة الراحل ظلمي تتمثل في احترام الجمهور وتفادي الاصطدام معه، لأنه حسب سهيل إذا أساء اللاعب التعامل مع الكرة في لحظة من اللحظات ليس لديه ميكروفون ليشرح الأسباب للجمهور، الذي لا يريد معرفة أي شيء غير العطاء والبلاء الحسن على أرض الملعب أما أن يقال له من بعد انك ضحيت وشاركت في المباراة رغم انك كنت مريضا و...
قد لا يصدق وقد يعتبر ذلك مجرد تبرير، وحتى الذين حملوك على اللعب لن يدافعوا عنك ولن يقولوا نصف الحقيقة فما بالك إذا تعلق الأمر بالحقيقة كاملة.
تذكرت هذا الأمر بعد اطلاعي على ما قاله حارس مرمى الوداد ياسين خروبي مدافعا عن نفسه بعد تعرضه لعدة انتقادات وحملة شرسة إثر اقصاء الوداد من منافسات كأس العرش بعد تعثره أمام ضيفه الجيش الملكي، إذ انتهت المواجهة لصالح الفريق العسكري بثلاثة أهداف مقابل هدف. صحيح أنه لا يوجد فريق ملقح ضد الهزيمة او الإقصاء، لكن بالنسبة لفريق اسمه الوداد البيضاوي يعد السقوط أمام الجمهور بالحصة المذكورة كارثة.
لا أعرف خروبي شخصيا، لكن التمس له بعض الأعذار لأن ما قاله لن يكون مجانيا للصواب مائة في المائة، لكن تقع على عاتقه مسؤولية المغامرة وسأعلل ذلك لاحقا.
لسوء حظ خروبي لم يعاصر ظلمي ولم يطلع على فلسفته، لأن حكم الراحل كانت تتداول بين من عاصروه، ومن ضمنها القناعة التي أشرت إليها، والا ما كان ليغامر وربما كان وضعه أفضل، وقد نكون أمام فرصة اكتشاف حارس مرمى كبير لو اتيحت الفرصة لزميله الذي كان احتياطيا. إذن كان في امكان خروب الاعتذار خصوصا أن تبرير عدم مشاركة الحارس التكناوتي (الاصابة) هو مبرره، أيضا، وبالتالي كان مستبعدا ان يواجه اي مشكلة لو لم يلعب، كما أن الكثيرين ممن يعرفون حقيقة إصابته وحملوه على اللعب لم يتحدثوا عن الاصابة ولم يتجشموا عناء الدفاع عنه وهو الذي ظل حبيس كرسي الاحتياط لمدة طويلة.
تصرفات السابقين ينبغي أن تكون بمثابة نصائح للاحقين، ولو لم يعاصروهم.. أكيد أن خروبي لو عمل "بنصيحة ظلمي" سيكون في غنى عن مبررات ربما لن يأخذها أحد بعين الاعتبار خصوصا ان خروبي لو تألق ما كان ليتحدث في الموضوع، لكن ...