الفتوح: الناخب الوطني لم يوفق في التعبير عن فكرته

قال عبد اللطيف الفتوح، المتخصص في الاعداد البدني، إن اللاعب المحلي يتوفر على لياقة بدنية عالية، يمكن مقارنتها بما يتوفر عليه لاعبو أي دوري في العالم، معتبرا في حوار مع "لوماتان سبورت" أن المغرب يتوفر على أطر وخبراء مرموقين متخصصين في هذا المجال. وأشار الفتوح، خريج المعد الوطني مولاي رشيد، والمعد البدني السابق لأندية شباب المسيرة، واتحاد تمارة والكوكب المراكشي والوداد الرياضي، والمنتخبات الوطنية لأقل من 17 و19 و23 سنة، إلى أن الأندية المغربية، التي تلعب على عدة واجهات، ويتفوق لاعبوها بدنيا على اللاعبين من الدوريات الافريقية أو العربية، رغم أن اللاعب الافريقي يتميز بفيزيولوجية قوية، معتبرا أن تصريح الناخب الوطني ربما لم يفهم على الوجه الصحيح، او ربما خانه التعبير..

الفتوح: الناخب الوطني لم يوفق في التعبير عن فكرته

 

  • هل لاعب البطولة الوطنية، يعاني نقصا في جانب اللياقة البدنية؟

 بحكم تجربتي في الأندية الوطنية سواء بالقسم الأول أو الثاني والمنتخبات الوطنية الصغرى، لا أعتقد أن اللاعب المغربي يعاني أي نقص في الناحية البدنية، ولدينا أمثلة حية للاعبي الفرق الوطنية التي تخوض منافسات على صعيد عدة واجهات، كالوداد الرياضي ونهضة بركان، والرجاء الرياضي، والدفاع الحسني الجديدي، وحسنية أكادير، التي تتوفر على لاعبين يخوضون المنافسات المحلية (البطولة والكأس) ومنافسات خارجية (دوري الابطال وكأس الاتحاد الافريقية) فضلا عن منافسات البطولة العربية، وتواجه فرقا وأندية كبيرة على صعيد القارة الإفريقية، في منافسات عالية المستوى، ولا يظهر أي ضعف لديهم سواء من الناحية البدنية أو التقنية أو التكتيكية، ربما قد يكون لدى بعض اللاعبين نقص على صعيد التنافسية..

 

  • ماذا تقصد بنقص التنافسية؟

الفرق في التنافسية من لاعب إلى آخر، يأتي أساسا من عدد المباريات التي يخوضها اللاعبون، وأيضا هل يخوض هذه المباريات بطريقة مستمرة او غير منتظمة، وكذا عدد الدقائق الذي يلعبها في كل مباراة، بالمقابل لا يوجد أي نقص في الناحية البدنية لدى اللاعب المغربي.

 

  • عامل التنافسية الذي تحدث عنه، لن يعاني منه لاعبو الأندية الذين يلعبون على عدة واجهات..

طبعا، الأندية التي تخوض المنافسات المحلية والقارية، يتميزون بتنافسية عالية، وأيضا لاعبو الأندية الوطنية، التي لا تشارك في المنافسات الخارجية أيضا ليس لديهم نقص في التنافسية، ربما يكون هذا النقص في بداية الموسم، لأنه أمر عادي، في جميع دوريات العالم، لان اللاعب يكون قد عاد لتوه من عطلته السنوية التي يرتاح خلالها ولا يمارس تدريباته، لكنه سرعان ما يعود لقمة لياقته البدنية بعد مشاركته في المعسكر الاعدادي الذي يسبق انطلاقة الموسم، والذي تتخلله المباريات الإعدادية، وأيضا مع توالي المباريات الأولى في البطولة، وهو أمر بديهي.

 

  • الوداد الرياضي يخوض منذ سنوات الأدوار النهائية في دوري الابطال، أليس هذا مؤشر على القوة البدنية للاعبيه؟

بلى، هو مؤشر قوي عن هذا الجانب، فمنذ خمس سنوات وهو يخوض المباريات النهائية ويتفوق على اعتد الأندية في القارة، من مصر وتونس، وجنوب إفريقيا والكوت دي فوار، والكونغو وغيرها، فهل هؤلاء اللاعبين وبهذا المستوى يعانون نقصا في اللياقة البدني؟، وهي يمكن لأحد ان يشكك في قدرات لاعبي الرجاء الرياضي البدنية، بعد تفوقهم أيضا على أقوى الأندية الافريقية وفوزه باللقب القاري والسوبر الافريقي؟،  ونهضة بركان أيضا، والجديدة وخريبكة والحسنية واتحاد طنجة والجيش الملكي، وكل الأندية الوطنية الأخرى، لا أظن إطلاقا وجود أي نقص في العامل البدني لدى اللاعب المغربي، فالكل رأى كيف ان لاعبي الوداد تفوقوا بدنيا وتقنيا وتكتيكيا على لاعبي صان داونز الجنوب الافريقي بكل الإمكانيات التي يتوفر عليها هذا النادي، وأيضا بالبنيات الجسمانية الهائلة التي يتميز بها لاعبوه.

 

  • هل تتوفر الأندية الوطنية على الأجهزة الخاصة بقياس اللياقة البدنية لدى اللاعبين كتقنية "جي بي إس"؟

هذه التجهيزات متوفرة لدى الإدارة التقنية الوطنية، ولدى بعض الأندية فقط، لأنها إمكانيات متطلبة مادية، لكن هذه الأجهزة هي فقط لقياس القيم الخاصة بالناحية البدنية للاعبين، وعدم توفرها لدى اندية معينة، لا يعني إطلاقا أن لاعبيها لا يتوفرون على لياقة جيدة، لان الأخيرة تأتي بالتدريبات وفق برامج محددة ومضبوطة من قبل الطاقم التقني والطبي.

 

  • هل هناك اختلاف بين طريقة العمل والبرنامج الذي يعمل به خبراء الاعداد البدني في المغرب مع نظرائهم في دوريات أوروبا؟

إطلاقا، لا يوجد أدنى اختلاف بين الجانبين، نفس الطرق ونفس المعايير، والمغرب يتوفر على أطر عالية المستوى تخضع للدورات التكوينية ومطلعون بشكل كامل على الجديد في عالم الاعداد البدني وآخر ما توصلت إليه الأبحاث والتجارب العلمية في هذا الجانب، لكن بالمقابل يمكن أن يكون الفارق في بعض المعدات والتجهيزات فقط، التي لا تتوفر عليها جميع الأندية المغربية، بحكم تكلفتها المالية، لكنها ليست عائقا أمام المعد البدني للعمل ببدائل وبرامج وتمارين بالتنسيق مع الطاقم الطبي، تمكن من إيصال اللاعب إلى قمة مستواه البدني.

 

  • هل هناك تنسيق بين الإدارة التقنية الوطنية والأندية بخصوص الاعداد البدني؟

هناك تنسيق تام بينهما، حتى أن هناك في كل نادي معد بدني تابع للإدارة التقنية الوطنية، يعملون وفق برنامج موحد، سيما في الفئات الصغرى الأمل والشباب والفتيان، وهي برامج تشبه لما تعمل بها مراكز التكوين في أوروبا.

 

  • ما رأيك في تصريح الناخب الوطني حول ضعف اللياقة البدنية للاعب المحلي؟

 اعتقد انه قصد شيء آخر غير الذي قاله خلال الندوة، أو ربما لم يوفق في التعبير عن فكرته بالشكل المطلوب، أو كان يريد الحديث عن قلة التنافسية أو شيء آخر، لكن أن تقول أن اللاعب المغربي لديه نقص في الجانب البدني، فهذا أمر غير صحيح، فانا شخصيا اشتغلت في الوداد الرياضي، وجاورت إسماعيل الحداد عن قرب وأعرف إمكانياته البدنية جيدا، ربما يكون لديه نقص في التنافسية بعد عودته من الإصابة، لكن لا يمكن أن نقول أنه لديه نقص بدني، لأنه واحد من اللاعبين الذين يتميزون بلياقة عالية جدا، ربما تفوق الكثير من الممارسين في أوروبا، لكن إذا كان الناخب الوطني فعلا يقصد ما يقول، فهذا يعني أن عمل المعدين البدنيين في المغرب كله "تضرب في الزيرو"، وأن البطولة الوطنية هي فاشلة بكل المقاييس، وعلينا إذن نحيل المعدين البدنيين على التقاعد الاجباري، وأن نستورد المعدين البدنيين من الخارج ليعملوا هنا مع الأندية الوطنية..

وأعود لأؤكد، أن الأطر الوطنية المتخصصة في الاعداد البدني، هي أطر كبيرة تتمتع بمستوى علمي وأكاديمي وخبرة عالية المستوى، وتقدم عملا كبيرا في الفرق الوطنية، ولا يمكنني ذكر الأسماء لأنهم كثر، كما أن الجانب البدني لم يكن في يوم من الأيام مشكلا او سببا تنهزم به الأندية الوطنية، كما لم يسبق لأي ناخب وطني مر على رأس الطاقم التقني لأسود الاطلس ان تحدث عن الموضوع.