إنجاز "صامت" للكراطي المغربي

كنا نتوقع أن يحظى المنتخب المغربي لرياضة الكراطي "فئة الشباب" بالتفاتة تقديرية وتشجيعية على خلفية الإنجاز الكبير الذي حققه ممثلو المغرب في بطولة العالم للكراطي، التي أسدل الستار عليها الأحد الماضي، بالعاصمة الشيلية سانتياغو.

إنجاز "صامت" للكراطي المغربي

مرت أربعة أيام، لم نسمع، نر، نقرأ، أي اهتمام بهذا المنتخب، الذي شرف المغرب، بحصوله على 10 ميداليات، 3 ذهبيات، و3 فضيات، و4 نحاسيات، وبالتالي احتلال المركز الرابع في هذه التظاهرة الرياضية العالمية.

حصيلة تعد الأفضل، والأحسن في تاريخ المشاركة المغربية بل والعربية، تؤكد أن عملا كبيرا تم القيام به قبل التوجه إلى الشيلي.

ومع ذلك، يحز في القلب والنفس، أن تمر مثل هذه الإنجازات بصمت.

نشعر بالحسرة والأسف على مثل هذا التعامل، خاصة أنه يتعلق بفئة الشباب، التي باتت تشكل اليوم نسبة كبيرة في الهرم السكاني بالمغرب، وغدا ستكون هي حاملة المشعل إما ممارسة أو تأطيرا.

هناك مجالات أخرى غير رياضية، تجد فيها من يظهر فقط مرة واحدة، ويحظى باستقبال حاشد واهتمام كبير وحفاوة لا توصف، ليطرح لاحقا السؤال: ماذا استفاد المغرب من هذا الظهور العابر زمنيا، والمستمر إشادة وحظوة؟

مفارقة، تدعو للكثير من الاستغراب، الذي يتركنا حيارى أمام مشهد محبط (بضم الميم وكسر الباء).

كان من المفروض، أن تستقبل العناصر الشابة بطريقة استثنائية، بل أكثر من ذلك أن يتم تشجيعها باتخاذ خطوات تشعرها بأن إنجازها شرف لكل المغاربة، ومبعث أمل للشباب للسير على منوالها، وتجسيدا واقعيا للمقولة الشهيرة "من جد وجد ومن زرع حصد"، وذلك بتخصيص منح دراسية لهؤلاء، أو تسطير برامج للتكوين، الذي شدد على أهميته وقيمته الكاتب العام السابق لجامعة الكراطي المغربية، أحمد الزحنوني.

إنجاز ممثلي المغرب، تحقق في وقت، الكل يستعد للتوقيع على حضور لافت ومميز في الألعاب الأولمبية، التي ستقام صيف العام المقبل بطوكيو العاصمة اليابانية، وهنا أكد الزحنوني في تصريح صحفي على هامش هذه النتيجة المشرفة للعناصر الوطنية، على "ضرورة مواصلة العمل لبلوغ هذا الإنجاز الذي تحلم به كل فعاليات الكراطي المغربي".

لذلك، فالبلوغ كان يفترض أن يبدأ من العودة من سانتياغو، على الأقل إعلاميا.

لا نريد أن نستمر في معاينة أسماء مغربية، تتحين الفرصة للمغادرة، أو التجنيس، فقط لأنها لم تجد من يهتم بها أو يعتني بكفاءتها وموهبتها ...و...و...بل عناصر كلها أمل وتطلع نحو الأفضل من هنا فقط.