وكان لقناة دبي الرياضية، مشكورة، الدور الكبير في جعل "ديربي العرب" يمر في هذه الأجواء، من خلال تخصيص حيز زمني محترم يليق بسمعة وتاريخ الفريقين البيضاويين، وذلك بإعداد روبورتاجات، وحوارات، واستطلاعات، منحت معقل الخضراء والحمراء، مدينة الدار البيضاء، ومن خلالها المغرب، حضورا رياضيا تجاوز البقعة الممتدة من المحيط إلى الخليج، ليطال أرجاء أخرى من العالم.
"قناة دبي الرياضية"، بهذا الصنيع، كانت في مستوى كبريات القنوات العالمية، بل وتفوقت عليها، من خلال المقاربة التي اعتمدت عليها في مواكبة "ديربي العرب"، والتي اتسمت بميسم التعدد والحيادية في طرح منجزها المتنوع، سواء من داخل الاستوديو أو خارجه.
الجميع تحدث عن طريقة وأسلوب تعامل القناة مع الحدث- الديربي، إلى درجة تخال وكأنك في مباراة نهائية، لكونها أنست الجمهور المغربي على وجه الخصوص بأن هناك لقاء آخر- ديربي مغاربي، يجمع بين أولمبيك آسفي والترجي التونسي، ناهيك عن المواجهات الأخرى ضمن دور الثمن.
انتهى "ديربي العرب"، 3 نونبر، وخرج لاعبو الرجاء والوداد مرتاحين للنتيجة، وأظهرتهم الكاميرات، وهم يتعانقون ويتبادلون القمصان في صورة تجسد معنى الروح الرياضية على أرض الواقع، دون الحديث عن جماهير الفريقين، التي أبدعت، ووفت، وأقنعت...وكانت مصدر إعجاب كل من تابع المباراة عبر الشاشة أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي انتظار "ديربي العرب" لـ 23 نونبر، سنظل حبيسي إحساس الحسرة والتأسف، لماذا؟
لأن ما قامت به دبي الرياضية، مذهل، وصادم، ورائع، يجعلنا نطرح السؤال المؤلم: لماذا نحن لا نقوم بمثل هذه المتابعات؟ ماذا ينقصنا؟ .
كان لي حديث مع زملاء حول هذه التغطية، فأسر لي بعضهم، أن هناك أسماء مغربية، لها دور كبير في صنع هذا الحدث الرياضي العربي بإشعاع عالمي، هنا تضاعفت حسرتي، ولسان حالي يقول "هل مطرب الحي لا يطرب؟".