. وإذا كان أيضا، ما قد يغنيه لاعب مع جمهور فريقه "عيب"، فلماذا تذيع الأندية، باعتبارها الجهة المنظمة هذه الاغاني، قبل وبين شوطي المباريات، في مكبرات صوت الملاعب الوطنية؟ لماذا لم يُستدع مسؤولو الأندية وكتابها العامون، لتبرير ما يقترفونه كل "ويكاند"؟ وهل كان الحداد، سيحل ضيفا على لجنة الأخلاقيات، لو لم تصطده كاميرا هاتف محمول ذكي؟
قبل الحداد، شاهدنا أشياء كثيرة، لم يستدع أصحابها لضباط القيم والأخلاق الرياضية، شاهدنا فرقا برمتها تغني أغان مليئة بـ"كلاشات" مماثلة، في حافلات الاندية، وفي مستودعات الملابس، بل منهم من سخر من "فار" معطل، أو استل "كلينيكس" من جوربه كناية عن كثرة التشكي، بل رأينا وزيرا "بقده وقديده" يغنيها، والقائمة قد تطول لنصل تدرجا عكسيا إلى مواسم سحيقة، لم تكن فيها هواتف ذكية، ولا انترنت ولا فايسبوك، مارس خلالها اللاعبون "زهوهم" مع جمهورهم بحرية بعيدا عن "الواشين"، لتبقى مجرد حكايات شفهية بلا دليل قد تورط مقترفها.
هل تملك لجنة الاخلاقيات لائحة "الكلاشات" المحرمة، والاخرى المسموح باستعمالها؟ بل كيف ستحاور الحداد، وعلى أي ميزان ستضع كلمات الاغنية، طالما أنها لا تحمل قاموسا منحطا ولا كلاما نابيا خادشا للحياء، مجرد "كلاش"، أتخيل الحداد وهو ماثل أمام ربطات عنق أنيقة، يغالب الضحكة ويهز كتفيه راسما على محياه علامات استغراب قد يكون مصطنعا، وهو يتساءل: "مافهمتش علاش استدعيتوني، ربحنا وفرحنا وزهيت مع الجمهور!".
إن السلطة التقديرية، التي تشتغل بها لجنة الاخلاقيات، تجعلها تقع، بقصد أو بدونه في الانتقائية، أو في العشوائية، وقد يفسرها طرف، إن تكررت ضده وضد لاعبيه، بأنها" انتقامية"، لذا على الجامعة ان تهتم أكثر، بمشاكل الكرة الحقيقية، بالبرمجة العرجاء، التي جعلت الأندية لا تتعرف على منافسيها ولا عن مواعيد مبارياتها الا أياما قليلة قبلها، وما يخلِّف ذلك من ارتباك في التدريبات والتحضير، أن تهتم بمعضلة التحكيم، التي "عراها" "ڤار" نصف نهائي ونهائي كأس العرش، أن تفسر قراراتها الارتجالية كتمديد ميركاتو الشتاء والصيف إرضاء للخواطر، أو تأجيل التوقف البيني للبطولة دون سابق إنذار..
الا توجد لجنة أخلاقيات، تمثل الجامعة أمامها، بسبب إهدارها لملايير الدراهم، وعديد السنوات في مشروع هائل للادارة التقنية والمنتخبات الوطنية، تم تعلن بوجه أحمر فشلها وتقيل لارغيت وتتعاقد مع الويلزي أوشن، لتبدأ من الصفر، ولسان حالها يقول "ما صدقاتش".
من يحاسبها على الخروج من الكان على يد منتخب بنين المتواضع، فاذا كان هذا الاقصاء المذل هو "لوشاغم" ديال الكرة كما قال لقجع، فإنا كلاشات المدرجات هي "لوشاغم" البطولة، "ومريضنا ماعندو باس".
اللاعب المغربي، يحتاج إلى التأطير والمواكبة، أكثر من العقاب، ربما حان الوقت للنظر إلى الاعداد الذهني الرياضي، كعنصر أساسي في تركيبة الكرة الوطنية، وليس كـ"إكسسوار" زائد، فلا يعقل أن نجد في طاقم المنتخب الوطني خبيرا للتغذية ومصورين خصوصيين، ولا نجد خبيرا للمواكبة الذهنية.
باتت الأندية، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة ملحة لتعزيز أطقمها ب"كوتش" يوجه اللاعبين ويؤطرهم قبل المباريات، فالتقارب الكبير الحاصل، اليوم، بين الجمهور واللاعبين بفعل القوة التي تمثلها منصات التواصل، يلزمه الكثير من الحذر، اذ أصبحت حركات وسكنات كل من على الرقعة الخضراء محسوبة، فعدد العدسات بعدد الجمهور الحاضر، ويكفي فيديو ببضع ثواني لخلق ضجة في العالم الموازي على الانترنت.
تحدّثُ مع أطر وطنية، خضعت، قبل أسابيع، لدورات تكوينية في المواكبة الذهنية، خرجوا منها بانطباعات قوية حول هذا التخصص، بل منهم من اعترف بأنه كان يفهم "الكوتشينغ مونتال" بشكل "حدرافي" خاطئ، وأجمعوا على اهمية هذا العنصر، كشريك لتطوير الكرة الوطنية، لكن للأسف فبعض الاندية، التي تصف نفسها بالعريقة، تشتغل دون مدير رياضي، فكيف سنطالبها بتعيين خبير ذهني، وتلك قصة أخرى..