ومن خلال شريط فيديو بثه موقع الدفاع الجديدي، يظهر مدى الاحترام المتبادل بين الطرفين، من خلال طريقة حضور الزاكي لمقر الفريق حيث كان في استقباله الرئيس المقترض، أو داخل قاعة حفل الوداع، حيث قام الزاكي بالسلام على كل لاعب، بالعناق والابتسامة لا تفارق محياه، إلى درجة أنه في بعض الأحايين كان يغالب الدموع.
درس بليغ، قدمه الزاكي المدرب، بالإضافة إلى باقي مكونات الدفاع الجديدي، في الاحترام والتقدير، وهما صفتان باتتا غائبتين عن وسطنا الرياضي على العموم.
وهنا نتساءل: ما الذي جعل هذه العلاقة تتسم بهذه الروح العالية في التعامل؟
لن نطيل في البحث عن السبب، هو واضح ومتجل في قيمة الاحترام ليس بمعناه السلطوي، لكن بمعنى الانضباط، والمبني على ميثاق سلوكي متفق عليه بين الطرفين.
منذ بداية الموسم الكروي الحالي، وصل عدد المدربين الذين غادروا فرقهم، إلى ما يقارب 10، هل عاينا مثل هذا السلوك- التعامل. لا أعتقد. بل بالعكس تابعنا تبادل التهم في الكثير من الحالات، أو مغادرة هذا المدرب أو ذاك في صمت مطبق، أو تهديد باللجوء إلى الأجهزة المعنية لرفع تظلم ما وفي غالب الأحيان يكون له علاقة بالمستحقات.
سلوك الزاكي، دفعني إلى استحضار آخر مماثل، لكن من الهناك، وتحديدا من الدوري الإنجليزي الممتاز، لما شكر الأرجنتيني بوكيتينو لاعبي توتنهام بعد قرار إقالته.
فالاحتراف، كلمة تحمل دلالة الاعتراف والتقدير والروح الرياضية، أي تعاملا راقيا من جميع الأطراف، وليس مجرد لفظة نوظفها وقت ما نشاء ونتخلص منها وقت ما نشاء.
وإلى حين تحقق المعنى الأول للاحتراف، أقول شكرا للزاكي على صنيعك، الذي نتمنى صادقين أن يتحول إلى تقليد سلوكي داخل منظومتنا الرياضية بوجه عام.