وافتتحت ألعاب القوى المغربية موسمها شهر يناير بتألق عربي، بعد سيطرة عدائيه على منافسات النسخة 23 من البطولة العربية للعدو الريفي، التي جرت، بعمان الأردنية، رغم المنافسة الشديدة من عدائي المنتخب البحريني، الذي يتشكل من غالبية مجنسين من كينيا وإثيوبيا، وهو ما جعل المنتخب المغربي يفقد صدارته في النسخة السابقة للبطولة العربية، قبل ان يستعيدها هذه السنة، إذ احتل المنتخب المغربي المركز الأول في السبورة النهائية، بإحرازه 17 ميدالية منها ست ذهبيات وست فضيات وخمس نحاسيات، علما أن المنتخب الوطني تشكل من 35 عداء وعداءة.
وعاد المنتخب الوطني في شهر مارس الماضي، إلى منصات تتويج بطولة العالم لاختراق الصاحية، بإحرازه فضية سباق التناوب المختلط، بمدينة أرهوس الدنماركية، بواسطة الفريق المكون من سفيان بقالي ورباب عرافي وعبد العاطي إيكيدر وكوثر فركوسي، الذي دخل في المركز الثاني بزمن قدره 26 دقيقة و22 ثانية، خلف المنتخب الإثيوبي، فيما حل المنتخب الكيني في المرتبة الثالثة، وهو ما اعتبره المتتبعون مفاجأة من العيار الثقيل سيما ان الكينين تعودوا على السيطرة على هذا النوع من السباقات، وتميزت البطولة بإحباط "مخطط مشترك" بين الوفد الاسباني والامريكي من أجل نزع الفضية من المنتخب المغربي بعدما اعترضا على طريقة تسليم الشاهد بين بقالي وفركوسي، حيث وضع اعتراض من قبل الوفد الاسباني صاحب المركز السادس، معزز بصورة خلفية تظهر أن فركوسي تسلمت الشاهد خارج المنطقة المحددة، ليتم سحب الفضية من المغرب، ومنح المركز الثاني لكينيا والمركز الثالث للمنتخب الأمريكي، الامر الذي لم يتقبله الوفد المغربي سيما ان بقالي وفركوسي أكدا انهما احترما المنطقة عند عملية تسليم الشاهد، وتطلب الامر حوالي ساعة قبل ان يتمكن المسؤولون المغاربة من الحصول على الصور النهائية التي أوضحت بما لا يدع مجالا للشك صحة عملية تسليم الشاهد عبر صور جانبية واضحة، لتعود الفضية للمغرب وليتم احباط ما سعى إليه المنتخبان الاسباني والامريكي، الذي سحبت منه النحاسية وسلمت لكينيا.
وعلى مستوى ترتيب سباق الشباب حل المنتخب الوطني في المرتبة الرابعة بعد حصوله على 144 نقطة، فيما اكتفت الشابات بالرتبة التاسعة عالميا، برصيد 195 نقطة.
أما في بطولة العالم التي جرت بالدوحة شهري شتنبر واكتوبر الماضيين، فخرج بها المنتخب الوطني بنحاسية وحيدة بفضل العداء سفيان بقالي في سباق 3 الاف متر موانع، حيث أنهي المغرب البطولة في المركز 31 في الترتيب حسب الميداليات، إلى جانب 12 منتخبا آخرا، حازوا المرتبة ذاتها، وهي سويسرا ونيوزيلاندا ونيجيريا وناميبيا وإيطاليا وهنغاريا واليونان واسبانيا والإكوادور وكرواتيا والكوت دي فوار.
وخيب معظم العدائين أمال الجمهور المغربي، ولم يظهروا بمستواهم المعهود، إذ تمكن ثلاثة عدائين من فقط من بين 17 عداء مغربيا شارك في بطولة العالم، من خوض المنافسات النهائية، بالمقابل غادر 14 عداء بطولة العالم في مرحلة التصفيات، بينهم تسع عدائين اقصوا من الدور الأول، وستة تجاوزا هذا الحاجز.
كما تميزت المشاركة المغربية، بتفجر خلافات بين عدائين والمدير التقني الوطني السابق أيوب المنديلي، حيث تبادل كل منهم الاتهامات وكالها للآخر، حيث حمل كل من محمد تيندوفيت وفؤاد كعام ومليكة العقاوي، الإدارة التقنية مسؤولية الإخفاق في تحقيق نتائج أفضل، في الوقت الذي صرح فيه أيوب المنديلي أن هؤلاء العدائين وصلوا لمرحلة الاعتزال وباتوا يخلقون المشاكل ويشوشون على باقي أفراد المنتخب الوطني، ما عجل برحيل المدير التقني واسناد الإدارة التقنية بجامعة القوى للجنة دون تسمية مديرها.