وشهد العقد الأخير، مع حلول فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، على رأس المكتب المسير للفريق قبل أن "يغادره" بداية الموسم الجاري، طفرة في نهضة بركان، الذي ظل يتأرجح بين اقسام الهواة والقسم الثاني والأول طيلة السنوات الماضية، بل وأصبح رقما صعبا في البطولة الوطنية، وأرسل إشارات قوية قبل نهاية العام الجاري مع بداية الموسم الجاري، بدخوله كأحد أقوى المنافسين على لقب البطولة بعد خاض ثماني مباريات دون هزيمة، ويتشكل من تركيبة تتميز بالخبرة والتجربة، وظلت خطوطه متماسكة رغم رحيل ابرز لاعبيه الطوغولى لابا كودجو، هداف النسخة الأخيرة من مسابقة كأس الكاف بسبعة اهداف، والحارس الدولي عبد العالي المحمدي، اللذان غادرا البطولة الوطنية نحو الاحتراف، ورحيل مدربه السابق منير الجعواني، الذي توج معه بلقب كأس العرش الموسم الماضي، وبلغ رفقته نهائي الكاف.
ففي مشاركته التاريخية، في مسابقة الكاف، تخطى الفريق البرتقالي في طريقه إلى النهائي، أندية من العيار الثقيل، وكان مرشحا فوق العادة لنيل اللقب، غير أن التجربة خانته في النهائي، وجرت الرياح بما لا يشتهيه منير الجعواني ربان الفريق السابق، إذ تخطى وزملاء عمر النمساوي في الدور الأول فريق الاتحاد الليبي بعدما تغلب عليه ذهابًا بنتيجة (3-0) وإيابا (1-0)، ثم أطاح في الدور الحاسم المؤهل للمجموعات، بفريق جراف دي داكار السنغالي، رغم خسارته في الذهاب بدكار بنتيجة هدفين دون رد، قبل أن يحقق فوزًا كاسحًا في لقاء الإياب بنتيجة (5-1).
وفي دور المجموعات وقع نهضة بركان في مجموعة ضمت أندية أوثو دويو الكونغولي، وحسنية أكادير، والرجاء الرياضي، حقق خلالها ثلاثة انتصارات، وتعادلين، وهزيمة وحيدة، ليتأهل إلى دور ربع النهائي كمتصدر للمجموعة رغم الأسماء الكبيرة، التي نافسته على البطاقة، ليكرس تفوقه بتحقيق للفوز ذهابا وإيابا على فريق جورماهيا الكيني بنتيجة (2-0) و (5-1) على التوالي ليصعد لدور نصف النهائي بسهولة، التي اصطدم فيها بفريق الصفاقسي التونسي العنيد، إذ واصل الفريق البركاني هواية "الريمونتادا" الذي بات يتميز بها بعدما انهزم في تونس بهدفين لصفر، قبل ان يعود في الملعب البلدي لبركان في النتيجة ويحقق الفوز بثلاثة اهداف دون رد، مكنته من بلوغ أول نهائي قاري في تاريخه.
ويمكن اعتبار، التفريط في استغلال عاملي الأرض والجمهور، أحد أسباب خسارة بركان للقب القاري بعدما اكتفى بهدف وحيد لم يستطع الدفاع عنه والحفاظ على تفوقه في مباراة الإياب بالقاهرة، فمن الصعب الحفاظ على أصغر نتيجة في كرة القدم (0-1) أمام فريق كالزمالك المصري على ارضه وسط جمهوره ، حيث تمكن الأخير من تعديل الكفة، قبل أن تميل كفة الضربات الترجيحية لصالح الفريق المصري في نهاية المطاف، ما أفقد بركان تتويجا افريقيا تاريخيا للنادي البرتقالي، علما أن الأخير كان بمقدوره الفوز بنتيجة أكبر في الملعب البلدي بعدما سيطر على معظم أطوار المباراة، وضيع مهاجموه الكثير من المحاولات.