إدارة الرجاء لم تنتظر طويلا، وقررت بعد لحظات من نهاية المباراة، إيقاف اللاعب زكرياء حدراف إلى أجل غير مسمى، معتبرة أنه تصرف بشكل غير رياضي، وأنه ارتكب خطأ جسيما.
ويأتي هذا القرار رغم اعتراف الدولي المحلي بأنه ارتكب خطأ جسيما، وبأن حركة مرفوضة صدرت عنه، مؤكدا أنه طيلة مساره الرياضي لم يسقط في فخ أي رد فعل يمس أخلاقه، وأنه ظل على مدى سنوات يتمتع بسلوك جيد داخل الملاعب وخارجها.
وأوضح حذراف، في تصريح عقب نهاية المباراة، قائلا "أخطأت التصرف، وأعترف أن الحركة التي قمت بها غير رياضية، ولا تخدم مصلحتي، ولا مصلحة زميلي أنس الزنيتي، وأنها تسيء لفريق الرجاء البيضاوي، لكنني أريد التأكيد على أن التصرفات التي صدرت مني لم تكن لها أي خلفيات، بل جاءت بشكل عفوي".
معلوم أن زكرياء حذراف لم يجدد بعد عقده مع الفريق الأخضر (سينتهي مع نهاية يونيو المقبل)، ويبدو أن إدارة الرجاء ستتجه صوب تجميد مناقشة جميع العروض الاحترافية التي توصلت من طرف بعض الأندية الخليجية التي أبدت استعدادها للاستفادة من خدمات اللاعب.
وينتظر إلحاق حذراف بتداريب فئة الأمل، وتغريمه مبلغا ماليا كبيرا، وإبعاده عن الفريق الأول إلى حين الحسم في مستقبله، علما أن الجماهير الرجاوية تطالب بإبعاده بصفة نهائية، وفسخ عقده، قبل إسعاد الستار على الميركاطو الشتوي.
من جهة أخرى، تنتظر إدارة الرجاء حجم العقوبة التي سيتعرض لها حذراف من طرف لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعدما تلقى ورقة حمراء من طرف الحكم رضوان جيد، الذي برر ذلك بأن اللاعب دخل في مشاداة كلامية مع زميله أنس الزنيتي وأنه تفوه بألفاظ غير مقبولة.
وستعتمد لجنة التأديب على تقرير مندوب المباراة، التي دون جميع الألفاظ التي تفوه بها حذراف، وكذا تصرفاته، قبل وبعد الطرد، والطريقة التي كان يتعامل بها مع احتجاجات الجماهير الرجاوية، حين انتزع القميص وألقى به أرضا، ملمحا إلى أنه سيغادر الفريق وأنه سيترك قميص الرجاء إلى غير رجعة. كما سيجري الاعتماد أيضا على تقرير الحكم جيد، الذي من المنتظر أن يبرر سبب رفع الورقة الحمراء الأولى في وجه حذراف، تماما كما سيبرر سبب طرد المدافع الودادي محمد الناهيري، الذي تلقى بدوره ورقة حمراء ثانية.
جدير بالذكر أن المدرب الرجاوي، الإسباني كارلوس غاريدو، كان يرغب في الدفع بالمهاجم الجديد، أيوب نناح، مكان حذراف، غير أن الأخير انتفض في وجه زميله الزنيتي بعدما كان يهم بالخروج، ووجه له انتقادات لاذعة، كما أنه استعمل عبارات لا أخلاقية، خصوصا مع دخول الجماهير الرجاوية على الخط، والتي طالبته بالخروج بسرعة، وانتقدت تصرفاته، فما كان من الحكم رضوان جيد إلا أن يتدخل ويخرج الورقة الحمراء في وجه حذراف، الذي فقد صوابه بعدها، وأزبد وأرغد، وصدرت عنه حركات مرفوضة، رغم تدخل عدد من زملائه لتهدئته.