وشكلت الهزيمة داخل القواعد انطلاقة أولى لعزيز العامري، المدرب الجديد الذي حل بديلا لفوزي جمال، ومن المؤكد أن الاختبار الثاني ليكون أصعب، تماما مثل الاختبار الثالث، بميدان الفتح الرباطي.
وحاول العامري التقليل من خطورة الوضع، الذي أصبح عليه الفريق المراكشي، عندما ذكر، بعد نهاية المباراة، أن المغرب التطواني عاش أزمة مشابهة في وقت سابق، وأنه كان وراء إعادة الفريق إلى الصحة الصحيحة، عندما تسلم مقاليد تدريبه، وعندما أعاد بناء الفريق، وثم قاده لحصد لقبين للبطولة.
من جهة ثانية، أكد العامري أن فريقه كان الأفضل على رقعة الملعب، وأنه تمكن من خلق فرص عدة للتهديف، لكن الضغط النفسي كان له الأثر الكبير على المجموعة.
أما هشام الدميعي، مدرب أولمبيك آسفي، فهنأ لاعبي فريقه على الانضباط التكتيكي، وعرضهم المقنع، وقال "اقتربت من بلوغ الأهداف التي تعاقدت لأجلها مع مسيري الفريق".
ورفض الدولي المراكشي السابق، الذي دافع عن ألوان الكوكب لسنوات طويلة، الخوض في توتر العلاقة بينه وبين مسيري الفريق المسفيوي خلال الأيام القليلة الماضية، موضحا أن "لكل مقال مقام".
وكان فريق أولمبيك آسفي هز شباك الكوكب المراكشي في مناسبتين، الأولى عبر المدافع البرازيلي كلاويو رافائيل، الذي خطف كرة من أمام الحارس المراكشي محمد باعيو ليحولها هدفا في الدقيقة 56 من توقيت المباراة، قبل أن يعود زميله يحيى عطية الله ويضاعف الغلة من ضربة ثابتة من بعد 26 مترا.
وانتظرت المجموعة المراكشية حتى الدقيقة 87 لتقليص النتيجة، من رأسية هي الأولى للمهاجم مهري، الوافد الجديد من سيدي قاسم، لتنتهي المباراة بهزيمة فريق الكوكب المراكشي بهدفين مقابل هدف واحد.
وشهدت أحداث شغب مثيرة بعدما أقدم الجمهور المسفيوي على اقتلاع مئات الكراسي وإلقائها داخل الملعب وصوب عناصر الأمن، إضافة إلى إشعال عشرات الشهب الاصطناعية. والأخطر من ذلك فتيل العنف الذي أوقدته الرسائل اللاأخلاقية التي رفعها المسفيويون بالمدرج الخاص بهم، من خلال توجيه كلام يخدش الحياء للمراكشيين، ما استفز الطرف الآخر من الجمهور الذي تابع المباراة.
وفضل كثيرون مغادرة الملعب، لأجل اعتراض سبيل جمهور آسفي وقت مغادرته المدرجات، غير أن رجال الدرك فطنوا لهذه الخدعة، وتدخلوا في الوقت المناسب، وحالوا دون وقوع الكارثة، مع أنهم وجدوا أنفسهم وسط وابل من الحجارة أصيب على إثرها أكثر من عشرة أفراد بجروح مختلفة، في حين نقل عنصران في حالة حرجة لتلقي الإسعافات.