ماردونا.. المجنون الذي سحر العالم

يمتلك القميص رقم عشرة سحرا خاصا في كرة القدم، ويتمتع حامله بنوع من الجاذبية لعيون المتتبعين، ودائما ما ينعت بالأفضل في فريقه، وقد دأب متتبعو كرة القدم على رؤية أفضل لاعب في الفريق يحمل القميص رقم عشرة، لكن في المقابل يعتبر حملا ثقيلا على حامله، ويجر عليه الانتقادات في حال لم يتمكن من تقديم ما يشفع له في حمله، وفي الغالب ما يكون مثار انتقادات الجماهير والأنصار. وشهدت كرة القدم العالمية، مرور عدد من اللاعبين البارزين الذين حملوا القميص رقم عشرة، وهو القميص الذي كان يميزهم ويضعهم في مرتبة خاصة ومختلفة عن زملائهم في الفريق، وغالبا ما كان حامل الرقم عشرة، اللاعب المدلل في الفريق ونجمه الذي يساعده على النجاح. في هذه السلسلة الرمضانية سنعمل على التذكير بعدد من اللاعبين الذين تألقوا في سماء كرة القدم العالمية، وهم يرتدون القميص رقم عشرة.

ماردونا.. المجنون الذي سحر العالم

الحلقة الثانية: دييغو أرماندو مارادونا 

يعتبر الأرجنتيني مارادونا، من بين أفضل لاعبي العالم على الإطلاق، وقد اشتهر بارتداء القميص رقم عشرة، سواء مع منتخب بلاده، أو مع الفرق التي لعبها طيلة فترته الاحترافية، ولد دييغو أرماندو مارادونا، في 30 من أكتوبر من عام 1960 في مدينة بوينس آيرس، الأرجنتين، قاد مارادونا غالبية الفرق التي لعب لها لتحقيق البطولات سواء في الأرجنتين، أو إيطاليا، أو إسبانيا، لكن التألق الكبير الذي جعل من ماردونا أسطورة، هو قيادته لمنتخب بلاده للفوز بكأس العالم 1986. 


ترعرع مارادونا في ضاحية فيلا فيوريتو، وهي مقاطعة من مدينة بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، وتربى الأسطورة في أسرة ضمت ثمانية أطفال، وهو الولد الخامس بينهم، فضلا عن دييغو الأب، والوالدة دونا توتا، ونشأ في أسرة فقيرة، وتلقى مارادونا أول كرة قدم له كهدية في سن 3 وسرعان ما أصبح مهوسا بها، حيث انضم في سن العاشرة، إلى فريق لوس سيبوليتاس، فريق فئة الشباب التابع لنادي أرجنتينوس جونيور، حيث أظهر مارادونا قدراته الاستثنائية، بقيادة فريقه في 136 مباراة بلا هزيمة، ما أهله للعب لفريق الكبار، وهو في سن السادسة عشر.

بدأ مارادونا، مسيرته الاحترافية ضمن صفوف فريق أرجنتينوس جينيور، قبل أن ينتقل لصفوف النادي الذي يعشقه بوكا جينيور، ومنه إل نادي برشلونة، ثم إلى نادي نابولي الإيطالي، الذي قضى عه أزهى فترات تألقه، وحوله من نادي مغمور، إلى فريق يقارع كبار الـ "كالشيو" على لقب الدوري، انتقل مارادونا بعدها للعب ضمن صفوف فريق اشبيلية الاسباني، قبل أن يقرر العودة لبلاه الارجنتين حيث سيلعب أولا لفريق نيولز أولد بويز، ثم الانتقال للفريق الذي يعشقه نادي بوكا جينيور، حيث قرر أن يعلن اعتزاله.


اشتهر اللاعب قصير القامة، بقدرته الخارقة على خلق فرص التسجيل لنفسه ولزملائه، كانت ذروة نجاحه عندما قاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم لسنة 1986، وكان أداءه حينها خارقا للعادة، توجه بإحراز هدفين في مباراة ربع النهاية، التي فازوا فيها على منتخب إنجلترا، الهدف الأول أحرزه بشكل غير قانوني مستعينا بيده اليسرى، أما الهدف الثاني فلم يتطلب أي مساعدة، سوى قدرته غير الطبيعية في تجاوز المدافعين، حيث راوغ نصف لاعبي منتخب إنجلترا ومعهم الحارس، قبل أن يضع الكرة في الشباك.

شارك مارادونا في أربع كؤوس للعالم، وأحرز 34 هدفا في 91 مباراة دولية لعبها بألوان منتخب الأرجنتين، ورغم تألقه الذي لا يخضع للشك، بات مارادونا، مدمنا على تعاطي الكوكايين، حيث أمضى آخر ومضات مسيرته الاحترافية في وطنه، بعد تفاقم مشاكله الصحية، ما دفعه لإعلان اعتزاله سنة 1997.


نجح مارادونا في تصدر استطلاع للرأي عبر الإنترنت الذي أجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كونه اللاعب الأفضل في القرن العشرين، وهو ما أثار جدالا كبيرا، بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، إنشاء لجنة خاصة لضمان تكريم البرازيلي بيلي مناصفة مع ماردونا، وهو ما أغضب اللاعب الأرجنتيني، الذي رفض أن يشارك التتويج مع الأسطورة البرازيلي بيلي.

عين مارادونا، سنة 2008 مدربا لمنتخب الأرجنتيني، ورغم أن منتخب "تانغو" كان حينها يضم خيرة اللاعبين على مستوى العالم، وعلى رأسهم ليونيل ميسي، فقد فشل مارادونا، في قيادة الفريق لتجاوز دور ربع النهاية، من نهائيات كأس العالم 2010، التي أقيمت في جنوب إفريقيا، بعد الهزيمة النكراء أمام منتخب ألمانيا بـ 4-0.