وتبدو عناصر الأولمبيك أكثر شراسة في آخر جولات الموسم الرياضي، إذ بعد الفوز العريض (3-0)، يوم الأربعاء الماضي، جاء الفوز خارق القواعد على اتحاد طنجة، مع أن هشام الدميعي لم يستفد مما يكفي من وقت لإعادة ترتيب الأوراق بعد المباراة ضد الضيف البركاني، والتي استنزفت الكثير من الجهد من اللاعبين، كما أنها وكعادة الكثير من المباريات سجلت مجموعة من الأخطاء، التي كان يلزم الوقوف عندها بشكل دقيق، تفاديا لتكرارها.
وبالعودة إلى مباراة أمس الأحد بمدينة طنجة، ورغم السيطرة الكبيرة لفارس البوغاز على الكرة، طيلة الشوطين، إلا أن الفعالية كانت للاعبي الأولمبيك، الذين أحسنوا استغلال محاولتين هجوميتين، الأولى في الشوط الأول، عبر اللاعب البوركينابي، محمد واتارا، في حدود الدقيقة 30، والذي استفاد من تمريرة على المقاس من العميد عطية الله، والمحاولة الثانية في وقت مهم جدا، وتحديدا في الدقيقة 83، عندما استغل حمزة الكودالي تهاون المدافعين الطنجاويين، وقفز فوق الجميع، ليهزم الحارس لمجهد، من تمريرة للبديل، المهدي النملي.
وكانت عناصر الأولمبيك أكثر تنظيما على رقعة الميدان، ومرة أخرى تحمل خط الوسط الكثير من العبء، مع تسجيل الحضور القوي للظهيرين، اللذين ساندا خط الهجوم، وأرهقا كثيرا مدافعي اتحاد طنجة، والدليل أن هدف السبق بتمريرة دقيقة من الجهة اليمنى، بينما الثاني جاء بعد بناء موفق من الجهة اليسرى.
ولا يمكن للمدرب هشام الدميعي إلا أن يكون سعيدا، وهو الذي اجتهد كثيرا للوصول إلى هذا المركز، كما أنه تحمل الكثير من الضغط، خصوصا بعد مرحلة الفراغ، التي عاشها الفريق، والتي أدخلت الشك في نفوس البعض، لولا أن المكتب المسير كان حاسما في قراراته، إذ ساند الطاقم التقني بشكل كلي، وطالب من الجميع تقديم ما يكفي من دعم معنوي للاعبين وللمدرب، لما فيه مصلحة الأولمبيك.
ولأنه ما تزال في جعبة البطولة الوطنية جولتين، إذ ينتظر أن يلتقي فريق الأولمبيك بضيفه الكوكب المراكشي، على أرضية ملعب المسيرة، خلال الجولة 29، قبل الانتقال إلى مدينة برشيد، لمواجهة فريق اليوسفية المحلي، في آخر جولة، يلزم أن يجتهد المكتب المسير أكثر، لأن الجمهور العبدي يحلم بمتابعة فريقه وهو يقارع بعض الأندية الإفريقية، في منافسات كأس الكاف، ولم تعد تفصل على معانقة هذا الحلم سوى مدة 180 دقيقة.
على مكتب الأولمبيك أن يلجأ إلى التحفيزات المالية، وهو السلاح الأنجع لتحقيق نتيجتين إيجابيتين في المباراتين المتبقيتين، وبالتالي إنهاء الموسم في المركز الثالث، الذي سيظل فريق اتحاد طنجة يتربص به، تماما مثل نادي حسنية أكادير، الذي يأمل في تكرار تجربة الموسم الجاري.
على مكتب الأولمبيك أن يكافئ اللاعبين الذين ضحوا كثيرا هذا الموسم، والذين جعلوا مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، في عز الأزمة الخانقة، وحين تأخر عملية صرف المستحقات، علما أن هناك مبالغ كبيرة ما تزال عالقة بذمة المكتب.
على المكتب أن يعود مجددا لطرق أبواب السلطات المحلية، والجهات المنتخبة، لأن الأمر يتعلق بفريق مدينة بكاملها، بل الفريق الأول في الجهة ككل، في ظل التراجع الرهيب للفرق والجمعيات الأخرى، وبالتالي يلزم تقديم الدعم المطلوب في الوقت المناسب، وحتى لا يضيع هدف أصبح اليوم في المتناول.