بلاتيني.. ساحر فرنسي بنكهة إيطالية

يمتلك القميص رقم عشرة سحرا خاصا في كرة القدم، ويتمتع حامله بنوع من الجاذبية لعيون المتتبعين، ودائما ما ينعت بالأفضل في فريقه، وقد دأب متتبعو كرة القدم على رؤية أفضل لاعب في الفريق يحمل القميص رقم عشرة، لكن في المقابل يعتبر حملا ثقيلا على حامله، ويجر عليه الانتقادات في حال لم يتمكن من تقديم ما يشفع له في حمله، وفي الغالب ما يكون مثار انتقادات الجماهير والأنصار.

بلاتيني.. ساحر فرنسي بنكهة إيطالية

وشهدت كرة القدم العالمية، مرور عدد من اللاعبين البارزين الذين حملوا القميص رقم عشرة، وهو القميص الذي كان يميزهم ويضعهم في مرتبة خاصة ومختلفة عن زملائهم في الفريق، وغالبا ما كان حامل الرقم عشرة، اللاعب المدلل في الفريق ونجمه الذي يساعده على النجاح.

في هذه السلسلة الرمضانية سنعمل على التذكير بعدد من اللاعبين الذين تألقوا في سماء كرة القدم العالمية، وهم يرتدون القميص رقم عشرة.

الحلقة الثالثة: ميشيل بلاتيني

يعتبر الفرنسي ميشيل بلاتيني، من بين أبرز اللاعبين الذين اشتهروا بحمل القميص رقم 10، في تاريخ كرة القدم العالمية، ومن بين نجوم كرة القدم الفرنسية، وأحد أسباب ثورتها سنوات الثمانينات التي شهدت فوز منتخب الديكة بلقب كأس أمم أوربا سنة 1984.


ولد بلاتيني، في 21 من يونيو من سنة 1955، وه من أصول إيطالية نسبة إلى جده فرانشيسكو، الذي هاجر من إيطاليا إلى فرنسا بحثا عن ظروف عيش أفضل، يتبر ميشيل من بين أفضل صانعي الألعاب في تاريخ كرة القدم العالمية، ورغم أنه يلعب في خط الوسط، إلا أنه كان هدافا كبيرا، وكثيرا ما كانت أهدافه حاسمة سواء بالنسبة للفرق التي لعب لها أو بالنسبة للمنتخب الفرنسي.

تألق ميشيل كثيرا في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم سنة 1984، حيث نجح في قيادة منتخب الديكة، للفوز باللقب، بعدما نجح في إحراز 9 أهداف في البطولة، افتتحها هدف الفوز على الدانمارك، ثم تبعها بثلاثية "هاتريك" في مرمى بلجيكا، وثلاثة أهداف أخرى على يوغوسلافيا، ثم هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة ضد البرتغال في ملعب "فيلودروم" في مارسيليا، وأخيراً هدف من كرة ثابتة أمام إسبانيا في ملعب "حديقة الأمراء".

وشكل بلاتيني، إلى جانب زملائه، لويس فيرنانديز، وجان تيغانا، زآلان جيريس، رباعي خط وسط، رهيب، اشتهر باسم "الألماسة السحرية" والذي اعتبر واحد من أفضل خطوط الوسط في تاريخ كرة القدم العالمية.

عاش ميشيل بلاتيني بداياته في منطقة اللورين في فرنسا، ونظرا لحبه الكبير لكرة القدم فقد أجبر والده على الرضوخ للأمر الواقع، والعمل على تعليمه مبادئ كرة القدم، ونجح ميشيل في اللعب لفئة الكبار لنادي نانسي سنة 1972، وحينها لم يكن قد تجاوز 18 ربيعا.

نجح بلاتيني، في قيادة فريقه الأم نادي نانسي، للصعود للقسم الأول من الدوري الفرنسي، وفرض نفسه النم التاريخي للنادي، بعد تألق ضمن صفوف نانسي، تحول بلاتيني للعب ضمن صفوف فريق سانت ايتيان، حيث تألق بشكل أكبر بعدما أتيحت له اللعب في فريق يلع من أجل الألقاب، حيث تمكن من قيادة فريقه الجديد للفوز بلقب الدوري الفرنسي سنة 1981، وبعدها بسنة واحدة انتقل للعب ضمن صفوف فريق جوفنتوس الإيطالي، حيث أتيحت له الفرصة للعب في مستوى وأعلى والمنافسة في المسابقات الأوربية، وبعد ثلاث سنوات من انضمامه لنادي "السيدة العجوز"، تمكن ميشيل من الفوز بكأس أوربا للأندية البطلة (التسمية السبقة لدوري أبطال أوربا)، كما تمكن ميشيل من الفوز بالكرة الذهبية خلال ثلاث سنوات متتالية، (1983، 1984، 1985).


انتقل بلاتيني، بعد اعتزاله اللعب سنة 1987، للعمل في ميدان التدريب، ثم الإدارة، حيث ترأس بلاتيني لجنة تنظيم كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا، استمر بلاتيني في تقدمه وتطلعه وراء الإدارية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلى أن جرى إيقافه عن رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد ان تسببت معاملاته مع سيب بلاتر الرئيس السابق لـ "فيفا" في جره إلى خضم الفضيحة التي ضربت الاتحاد الدولي للعبة.

تقرر معاقبة بلاتيني إلى جانب بلاتر الرئيس السابق لـ "فيفا" بسبب تلقيه مبالغ مالية بقيمة (2.08 مليون دولار) مقدمة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، سنة 2011 بمباركة بلاتر وذلك نظير عمل قام به بلاتيني لـ "فيفا" قبل عقد من الزمان.