وبما أنه نهائي دوري ابطال القارة السمراء، ويلعب على ارض تونسية وأمام الترجي بملعب رادس، كان متوقعا ان يحدث شيئا ما خارج عن المألوف. لكن أشد المتشائمين من المغاربة الذين تابعوا مباراة الذهاب وما قام به الحكم المصري جهاد جريشة من أخطاء تحكيمية خدمت الترجي على حساب مضيفه الوداد، وعدم نجاحه في اتخاد القرارات الصحيحة رغم وجود الvar ، لم يكن يتوقع استمرار المهزلة حتى إيابا، بل بطعم مختلف وبطريقة أكثر استفزازا وظلما.
تقنية الفار التي خلقت للحد من جدل الأخطاء التحكيمية ولمساعدة الحكام، اليوم وفي نهائي أعرق مسابقات القارة السمراء، الفار كان معطلا بل لم يكن موجودا أبدا، وتم تظليل الجميع بوضع شاشة الفار بجوار خط التماس لكن بصورة مظلمة لعدم اشتغاله.
صورة مظلمة غالبا ما تظهر بنهائيات الترجي أمام الفرق المغربية برادس، فقبل انطلاق المباراة عانى الجمهور الودادي من عدم وجود وسائل نقل لايصاله الى الملعب، وأمام أبواب الملعب تعرض الصحافيون المغاربة للسب والشتم، وبالمدرجات تم قذف الجمهور الودادي بقارورات المياه، كل هذا لم يمنع رجال البنزرتي من مقارعة الترجي فوق أرضية الملعب.
لكن أرضية الملعب كانت النقطة التي أفاضت الكأس، فبعد انتهاء الشوط الأول لصالح أصحاب الدار بهدف يوسف البلايلي عند الدقيقة ال41، تمكن الوداد من تسجيل هدف التعادل عن طريق وليد الكرتي بعد دقائق من انطلاق الشوط الثاني، لكن الحكم الغامبي باكاري غاساما لم يحتسبه بداعي التسلل، ليخرج لاعبو الوداد من صمتهم مطالبين الحكم من استعمال الفار للتأكد من صحة قراره، لكن المفاجأة هي وجود عطب تقني به أي لا يمكن الاعتماد عليه.
ليتضح سيناريو مباراة أخرى لعبها جنود الترجي خلف الكواليس، ومخطط مهزلة جرت أمام أعين رئيس الكاف الملغاشي أحمد أحمد، وبطلها التونسيون بكل المقاييس.
ووجد رئيس الوداد الناصيري، وطاقم الفريق الأحمر ولاعبوه نفسهم مكتوفي الأيدي أمام جنود الترجي في ملعبهم، ليصبح الانسحاب من المباراة هو الحل الوحيد أمام المغاربة للدفاع عن نفسهم وعن حقهم الذي سلب منهم أمام العالم بأسره.
وجاءت صافرة الغامبي غاساما بعد ساعة من توقف المباراة لتعلن فوز الترجي وتتويجه باللقب.
لكن المباراة لم تنته بعد بل انطلقت لتوها لأن ما وقع برادس تجاوز مباراة كرة قدم مدتها 90 دقيقة بل أصبح كارثة ومهزلة هزت القارة السمراء ورفعت عنها غطاء ربما تمكنوا من اخفائه لسنين.
وأخيرا لا يوجد عاقل على وجه الكرة الأرضية ممن تابعوا مباراة الوداد والترجي ذهابا وإيابا، لا يمكنه الجزم ان الفريق المغربي يفوق نظيره التونسي قوة، وابان على علو كعبه بالملعب، لكن الترجي لعب النهائي بكواليس الكاف وليس فوق المستطيل الأخضر.