ليس دفاعا عن الوداد...بل إنصاف له

بداية، لست وداديا ولا رجاويا، بل مغربيا، لكن ما تعرض له نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، وعلى الخصوص منذ أن حجز بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا، أمر يدعو إلى طرح سؤال كبير: لماذا الوداد مستهدف؟

ليس دفاعا عن الوداد...بل إنصاف له

يستمد السؤال مشروعيته من خلال معاينتي لمجموعة من التصرفات وردود الأفعال، دون إعادة الحديث عن مهزلة التحكيم بالرباط ذهابا وفضيحة الفار برادس إيابا.

قادتني الظروف أن أتابع ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا في المجمع الرياضي بالرباط، بأحد مقاهي حي منظرونا بالإنارة عين الشق، برفقة أخي، أخذنا مكاننا، وما أن أعطى الحكم انطلاق المباراة، حتى أقدم المسؤول عن المقهى على استبدال صوت المعلق المغربي بادة بالتونسي رؤوف حليف.

توقعت أن يرفض الحاضرون الخطوة، لكن لا أحد نطق أو انتفض.

تابع الجميع أطوار المباراة، بتعليق تونسي بارد بالنسبة إلينا، إلى أن اكتشفنا أن المسؤول رجاوي ومعه جل مرتادي المقهى، خلال لحظة هدف الترجي ورفض هدف الوداد.

وهنا، استأذنني أخي بمغادرة المقهى، وإكمال المباراة بالمنزل.

وعلى امتداد المسافة الفاصلة بين المقهى والمنزل، ظل المشهد مرافقا لي، وبقلق كبير، وحال لساني يقول: إلهذه الدرجة وصل التعصب الكروي؟، وحز في نفسي أن تكون المساندة لممثل الكرة المغربية وداد الأمة في أكبر مسابقة قارية خاصة بالأندية، بهذا الشكل.

لم يتوقف استهداف الوداد، محليا، عند هذا الحد، بل أيضا من طرف شخصيين من راديو مارس، وما أظهراه من تحيز لخصم الفريق الأحمر.

وحسنا فعل مسؤولو القناة الإذاعية عندما انتصروا للبعد الوطني بإبعاد الشخصين، ومع ذلك، يبقى سؤال التحامل على الوداد مطروحا.

بالموازاة، عانى ممثل المغرب من ظلم تحكيمي واضح سواء في الذهاب او الإياب، وان أنصف نسبيا بمعاقبة حكم الذهاب المصري جريشة، لكن مباراة الإياب برادس ستبقى نقطة سوداء في تاريخ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

صحيح ضاع اللقب عن ممثل المغرب، بالشكل الذي عاينه العالم أجمع، لكن سيظل سؤال استهداف الوداد، محليا وقاريا، عصيا على الانمحاء والنسيان.