مهزلة رادس ومصداقية ميتروبو ليتانو

لحسن الصدف او مكرها، تزامن نهائي دوري أبطال إفريقيا مع نهائي أوروبا، الأول جرى أمس الجمعة بالملعب الأولمبي رادس التونسية، والثاني اليوم السبت بالعاصمة الإسبانية، مدريد.

مهزلة رادس ومصداقية ميتروبو ليتانو

وفي كل الأحوال، يمكن النظر إلى هذا التزامن بكثير من الإيجابية، لسبب وجيه، يتمثل في الوقوف عند المدى الذي وصل إليه الاحتراف هناك، ودرجة تراجعه وانحداره هنا، أي في القارة التي ننتمي إليها.

في الهنا، كانت الهواية في كل شيء، داخل الملعب وخارجه، قبل واثناء وبعد المباراة.

في الهنا، غابت الروح الرياضية، على كافة المستويات.

في الهنا، الكاف يضع نفسه في ورطة، مأزق، عجز، ضعف...

في الهنا مسؤولون بالاسم فقط،

في الهنا كانت الفوضى والعبث

في الهنا كادت الأمور تتحول إلى مأتم

في الهنا انتهت المباراة، والغالبية غير راضية، لأنها لاحظت الظلم والمهزلة والفضيحة.

في الهنا يمنح الكأس بطريقة مهينة

بالمقابل، في الهناك، الاحتراف في أبهى صوره وأقوى تجلياته،

في الهناك، حضرت الروح الرياضية، قبل وأثناء وبعد المباراة

في الهناك شخصية اليويفا حاضرة بقوة وإن لم تكن بادية للعيان بشكل مباشر

في الهناك مسؤولون..اسم على مسمى

في الهناك كان التنظيم المرتب بطريقة ولا أورع

في الهناك انتهت المباراة...الفائز فرح والمنهزم حزين، والقبول بالنتيجة بروح عالية، الكل يهنئ، والجميع يواسي...

في الهناك يمنح الكأس بطريقة الاعتراف والاستحقاق

في الهناك، خرج الكل راضيا على العرس الكروي، الذي منحه لاعبو ليفربول وتوتنهام والحكام، آه نسيت والفار، الذي ظل في راحة.

مرارا، أخذت على نفسي ألا اتحدث لغة الهنا والهناك إيمانا مني بمقولة "لا يمكن مقارنة الا المقارن"، ومع ذلك وجدتني انساق إلى هذه اللغة عنوة، لأنني شعرت بمرارة كبيرة وأنا أتابع نهائي الهناك، لاحظوا ها هي خرجت رغم عني.