الرجاء يواجه إعصار مازيمبي

تترقب الجماهير البيضاوية لكرة القدم مبارتين حارقتين لفريقي الرجاء والوداد، غدا السبت، خارج ميدانهما، ضمن إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، الأول بالكونغو الديمقراطية في مواجهة نادي تي بي مازيمبي، فيما يحل الثاني يشكل ضيفا ثقيلا على النجم الساحلي التونسي.

الرجاء يواجه إعصار مازيمبي

ويجد الفريقان البيضاويان نفسيهما في مهمة تاريخية للدفاع عن سمعة الكرة المغربية، بحثا عن كسب بطاقة التأهل لمحطة نصف النهائي، رغم أنهما معا استغلا عاملي الأرض والجمهور على أكمل وجه في مباراتي الذهاب، وفازا معا بحصة واحدة (2-0)، لكنهما مطالبان بالحفاظ على هذا المكسب، وتحقيق نتيجة تسمح بانتزاع تذكرتي خوض صراع النصف.

جحيم لوبومباشي

حل فريق الرجاء البيضاوي بمدينة لوبومباشي الكونغولية في أجواء غير مألوفة، لإدراكه أن مهمته هذه المرة في غاية الصعوبة، خاصة أنه يواجه نادي تي بي مازيمبي الشهير على الساحة الإفريقية والعالمية، ويكفي أنه يتوفر على 5 ألقاب كبطل أبطال إفريقيا، سنوات 1967، و1968، و2009، و2010، و2015، فيما نال لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية مرتين سنتي 2016 و2017، كما لعب نهائي كأس العالم للأندية نسخة 2010 أمام نادي أنتر ميلان الإيطالي، وخسره بثلاثة أهداف دون رد.

واستغربت بعثة الرجاء البيضاوي لغياب حفاوة الاستقبال من مسؤولي الفريق الكونغولي، بعد الوصول إلى مطار لوبومباشي، إذ تفاجأوا من غياب كلي لأي مسؤول بنادي مازيمبي.

ويأمل الفريق الأخضر أن يتغلب على كل المعاناة، رغم أن المهمة صعبة جدا، في مباراة ستجرى على أرضية مكسوة بعشب اصطناعي، والتي لم تتعثر فيها عناصر مازيمبي، منذ 11 سنة ضمن المسابقات القارية، علما أنه يحتكر لقب الدوري المحلي في السنوات الأخيرة.

وتزداد مهمة الفريق الأخضر تعقيدا في ظل افتقاد المدرب جمال السلامي خدمات أسماء وازنة في التشكيلة الأساسية، كما أن بعض اللاعبين ليسوا في كامل جاهزيتهم. وهكذا سيغيب الثنائي عبد الرحيم شاكير وعمر بوطيب، لتعرضهما للإصابة خلال مباراة الذهاب بملعب محمد الخامس، وربما يغيب اللاعب عبد الاله الحافيظي هو الآخر، لأن السلامي يخشى الدفع به فوق أرضية اصطناعية، وهو الذي عاد من الإصابة قبل وقت وجيز، بعد أن كان خضع لعملية جراحية بقطر، واحتاج وقتا طويلا قبل العودة ثانية إلى الملاعب.

بالمقابل، سيستفيد المدرب جمال السلامي من عودة بعض المصابين، أمثال محمد المكعازي، وأيوب نناح، وعبد الجليل اجبيرة.

وقبل التوجه إلى الكونغو عبر طائرة خاصة، وعد جواد الزيات، رئيس الرجاء البيضاوي، لاعبي الفريق الأخضر بمنحة مالية دسمة، في حال تحقيقهم نتيجة تؤهلهم لبلوع محطة النصف.

وكانت إدارة الفريق الأخضر أقامت حفل عشاء على شرف اللاعبين والطاقم التقني للفريق، قبل التوجه إلى الكونغو الديموقراطية، وحضر هذا الحفل عدد من المسيرين، يتقدمهم جواد الزيات، الذي تعذر عليه مرافقة البعثة لأسباب مهنية.

تعبئة جماهير مازيمبي

تشهد مدينة لوبومباشي، معقل فريق مازيمبي الكونغولي، أجواء غير عادية منذ عودة الفريق من الدارالبيضاء، إذ عبأت إدارة الفريق تعبئة جميع الأنصار، عن طريق حملات ودعايات بكل شوارع المدينة، ووظفت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذا الإلكترونية، من أجل مساندة ودعم أشبال المدرب أمفيل ميهايو.

وحرص مويس كاتومبي، رئيس فريق مازيمبي، على نشر فيديو عبر القناة الرسمية للنادي، يؤكد من خلاله أن فريقه قادر على تحقيق حلم جماهيره العريضة، كما أنه حرص على تخفيض أثمنة تذاكر ولوج ملعب "سيداد إينيفارسيتاريا" لجعلها متاحة أمام الجميع.

وبث مويس كاتومبي مقطع فيديو عبر الموقع الرسمي لفريقه، صوره بمدينة الدارالبيضاء، ووجه من خلاله كلامه إلى اللاعبين والجمهور، من أجل الرفع من عزيمة الجميع، والبحث عن الإطاحة بالفريق الأخضر.

وأوضح رئيس نادي تي بي مازيمبي، خلال الفيديو ذاته، أن هدف فريقه لا يقتصر فقط على الإطاحة بالرجاء البيضاوي، بل السعي وراء الظفر باللقب القاري للمرة السادسة في تاريخ النادي، والتأهل مجددا لمونديال الأندية، وقال "نحن واثقون من أن اللقب سيكون من نصيبنا هذا العام. دعونا نبقى متحدين ولنحافظ على الانضباط الذي هو هويتنا، لأن الميزة التي نتمتع بها دائما في نادي مازيمبي أننا نسقط جميعا ثم ننهض بسرعة لنعود بقوة".

وتراجع مدرب مازيمبي الكونغولي عن قراره بشأن إبعاد المخضرم تريزور مبوتو مابي (34 عاما)، وقرر إعادته لتشكيلة الفريق والاستفادة من خدماته، بعدما كان على خلاف معه. كما يستعيد الفريق الكونغولي عددا من اللاعبين الذين غابوا عن مباراة الذهاب، وعلى رأسهم المهاجم تشيكو أوشيندي، وإسحاق تشيباتغو، وميكا ميشي.

مالانغو يواجه الخصوم

وجد المهاجم الرجاوي بين مالانغو نفسه في موقف حرج، لأنه، ولأول مرة سيواجه فريقه السابق على أرضه وأمام جماهيره العريضة.

وقال مالانغو، الذي أصر على مرافقة فريقه الأخضر إلى لوبومباشي، "لست نادما على مغادرتي مازيمبي، أنا حاليا لاعب في صفوف الرجاء ويهمني أن أدافع عنه، ولم يعد يربطني شيء بالنادي الكونغولي، لأنه صار من الماضي وهذه هي سنة كرة القدم".

وحل مالانغو ببلاده بعدما كسب قضيته مع ناديه السابق، رغم أنه مصر على تحويل ملفه إلى المحكمة الرياضية الدولية "طاس" بدعوى أن الوثيقة التي توصل بها الاتحاد الدولي "فيفا" من إدارة مازيمبي مزورة.

وقضى الاتحاد الدولي بتأهيل اللاعب الكونغولي مالانغو قانونيا للعب مع الرجاء، وطالبه بأداء مبلغ 300 مليون سنتيم لفائدة تي بي مازيمبي.

التشكيلة الرجاوية المحتملة

أنس الزنيتي - فابريس نغا – بدر بانون – محمد زريدة - سند الورفلي – باتريس نغوما – محسن متولي – حميد أحداد – سفيان رحيمي – بين مالانغو – عمر العرجون.