انبعاث أكادير يواجه المحو والزوال

مؤلم أن تعلم أن ملعبا من شاكلة الانبعاث بأكادير، في الطريق إلى الزوال والانمحاء من ذاكرة كرة القدم بسوس خاصة وبالمغرب عامة، "بناء على وجود مخطط لهدمه وتحويل مساحته إلى منتزه ومرآب للسيارات، في إطار مشاريع التنمية الحضرية المبرمجة ما بين 2020 و2024"، بحسب مصادر إعلام محلية.

انبعاث أكادير يواجه المحو والزوال

تاريخيا، عندما يتم استحضار اسم هذه المعلمة الكروية، تتم الإحالة، بشكل آلي، على زلزال أكادير الذي ضرب المدينة سنة 1960، ولم يتم اختيار كلمة الانبعاث اعتباطا، بل كان مدروسا ومقصودا، الغاية منه بعث الأمل والحياة والتفاؤل من خلال اللعبة الأكثر شعبية، بعدما عاشت ساكنة المدينة في 29 فبراير من العام 1960، ليلة مرعبة موسومة بالخراب والموت.

وحسنا فعلت، جريدتنا "الصحراء المغربية" في عدد الخميس الماضي، وانطلاقا من دورها الإعلامي التحسيسي والتنبيهي، عندما أقدمت على تخصيص صفحة كاملة من ملحقها الرياضي اليومي للحديث عن "خطوة التخلص" من هذا الملعب التاريخي، كانت من إنجازالزميل المراسل زكرياء أكجدول بمعية المصور أومشيش.

فعبر مختلف زوايا معالجة الموضوع، جرى إبراز الاجحاف والتنكر الذي طال ملعب الانبعاث، وبالتالي رفض هذه الخطوة من طرف المستجوبين، وذلك في تلميحة بليغة إلى ضرورة استنهاض همم وعزائم الغيورين من ابناء المدينة أولا، ثم المسؤولين عن قطاع الرياضة ببلادنا ثانيا لإيقاف هذا المخطط الرامي إلى اجتثات إيقونة رياضية مميزة لهذه المدنية.  

فهل من آذان صاغية فاعلة؟.

فوجود وبقاء ملعب الانبعاث، يرافقه استمرار حضور اسم الصحفي محمد الرمال، الذي كان يقوم بتغطية مباريات الحسنية والرجاء الأكاديريين.

ومن منا لا يتذكر هذا الإسم، الذي شكل إلى جانب كل من حميد البرهمي في ملعب الاب جيكو بالدار البيضاء، وقاسم اجداين ومحمد مقروف في ملعب الشرفي بوجدة، وعبداللطيف الشرايبي في الملعب الشرفي بمكناس، وخيي بابا في ملعب البشير بالمحمدية، وعبدالمجيد البختي في ملعب سانية الرمل بتطوان.... عيون عشاق كرة القدم المغربية وهي تتطلع، عن طريق السماع فقط، إلى معرفة نتيجة فرقها المفضلة، ضمن برنامج "الأحد الرياضي" بقيادة المايسترو المرحوم نورالدين اكديرة.

آهات الحسرة والأسى والتأسف، تخنقنا، جراء هذا الجحود، الذي نصادفه في مثل هذه الخطوات، وتزداد حدتها أي الآهات، عندما نقرأ ونسمع خبرا آت من الهناك، يفيد بانه جرى اتخاذ قرار إغلاق ملعب ما من أجل إعادة ترميمه وإصلاحه ليظل شاهدا على العصر، على غرار ما حدث مع ملعب سانتياغو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد معقل الريال، وسان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية، معقل فريقي الأنتر والميلان، وقبلهما ملعب ماركانا الشهير بريو دي جانيرو البرازيلية، الذي يؤرخ لأكثر نكبة تعرض لها منتخب البرازيل في أول نهائي خاضه في مسابقة كأس العالم، عندما جرت نسخة 1950، بملاعبه، وانهزم أمام الأورغواي بهدفين مقابل هدف واحد.

ارحمونا من هذا العبث الذي يضرب وجودنا المستقبلي؟ وكفى من عدم الاكتراث لرموز رياضتنا سواء كانوا أشخاصا أو بنايات أو...