الفتح الرباطي...النموذج الاستثنائي

في العديد من الخطوات، التي اقدمت عليها إدارة نادي الفتح الرياضي الرباطي لكرة القدم، في الآونة الأخيرة، يتضح بجلاء العقلية الاحترافية، التي يسير بها الفريق، جعلته يدخل دائرة الاستثناء في المشهد الكروي ببلادنا.

سأقتصر على تجليات هذه العقلية ببعدها الاستثنائي، اولا، على الاستقبال الذي خصصه مسؤولو الفريق للذين تفوقوا في اختبارات البكالوريا لهذه السنة، في إشارة بليغة إلى حرص هؤلاء المسؤولين على ضرورة الجمع بين الدراسة والرياضة، عنوان النجاح في الحياة والاستعداد للمستقبل.

ثانيا، على الطريقة التي تعامل بها المكتب المسير مع مغادرة المدرب وليد الركراكي الفريق ، لما توصل بعرض مغر من قطر وتحديدا من فريق الدحيل، بداية السنة الحالية، حيث لم يقف مكتب الفتح معترضا بل مباركا لهذه الخطوة المهمة في مسيرة الركراكي، الشئ الذي دفع الأخير إلى التعبير عن امتنانه وتقديره للسلوك الاحترافي العالي، الذي أظهره المكتب المسير برئاسة حمزة الحجوي، عندما أخبره بالعرض القطري.

وأكمل المكتب المسير هذا السلوك، بمنح الفرصة لممصطفى الخلفي مساعد الركراكي، لمواصلة مهمته لكن هذه المرة كمدرب للفريق، في تلميحة بليغة إلى أن المكتب "مع الاستمرارية وضد القطيعة".

ثالثا، على ما أظهره من حس احترافي عال، من خلال تدوينة على موقع الفريق على الفايسبوك، عندما عبر عن سعادته لما تناهى إلى مسمع المكتب المسير خبر تحسن صحة لاعب الرجاء البيضاوي بدر بانون، الذي تعرض لإصابة أدخلته في غيبوبة قصيرة، خلال المباراة التي جمعت الفريقين، ضمن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية، متمنيا له الشفاء العاجل.

هي ثلاثة أبعاد لتعامل المكتب المسير للفتح، المتسم بميسم الاحترافية، التي نادرا ما نعاينه داخل أندينتنا الوطنية، التي ندعوها بالمناسبة إلى اقتفاء أثر هذا الصنيع المغربي ببصمة الفتح، والتوقف عن التحدث بأن السلوك الاحترافي لا يأتينا إلا من الهناك، من الضفة الأخرى. وإلا ماذا نسمي هذا الحظوات، السالف ذكرها، وهي بطبيعة الحال ليست الوحيدة الخارجة من بيت الفتح الاحترافي، بل ودون شك هناك أخريات سيأتي الوقت للوقوف عندها بالتفصيل.

من المؤكد، أن خزانة الفتح غير مليئة بالألقاب، لكنها في الحقيقة بمثابة وعاء ممتلئ بقيم التربية والتكوين والسلوك الاحترافي، في ارتباط بالعنصر البشري، وتلك لعمري سمات الأندية التي تصمد في وجه الاندثار ودخول دائرة النسيان.