وعملت المؤسسة، التي أحدثت سنة 2011 بتعليمات ملكية سامية، فور توصلها بملف اللاعب إسماعيل بلمعلم الاستفسار حول وضعه الصحي، وطبيعة مرضه من خلال الاتصال بزوجته مباشرة، قبل أن تقوم بالترتيبات الإدارية للانخراط اللاعب في المؤسسة من أجل الاستفادة من التغطية الصحية.
وتداولت صور اللاعب إسماعيل بلمعلم، مواليد 1988 بالدارالبيضاء، على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي على أنه متشرد، قبل أن ينفي ذلك المعني بالأمر جملة وتفصيلا عبر مقاطع فيديو على صفحته الرسمية على "انستغرام" إلى جانب زوجته، وأكد أنه يعيش حياة طبيعية رفقة أسرتي الصغيرة، وفند كل الأخبار التي أثرت حول هذا الموضوع، قبل أن توضح زوجته في فيديو آخر أن إسماعيل بلمعلم يعاني من أزمة نفسية، وأن علاجه يتطلب وقت طويل.
وقال سعيد بلخياط، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، إن المؤسسة تواصلت مع زوجة اللاعب المذكور لمعرفة طبيعة مرضه.
وأضاف بلخياط، في تصريح لـ"لوماتان سبورت"، "مباشرة بعدما توصلنا بظروف اللاعب، تواصلنا مع عائلته باعتباره أحد الأبطال المغاربة الرياضيين، مشيرا إلى أن إسماعيل بلمعلم يتوفر على جميع الشروط من أجل أن يكون منخرطا في المؤسسة للاستفادة من التغطية الصحية مثل باقي الرياضيين السابقين.
وتابع بلخياط "بعد الاستفسار عن مسار اللاعب بلمعلم، تأكد لنا أنه واحد من الرياضيين الذين تتوفر فيهم الشروط للانخراط في المؤسسة. وإلى حدود اللحظة لا نعرف نوعية مرض اللاعب، وسنحاول، بعد القيام بالترتيبات الإدارية، السهر على علاجه مثل باقي الرياضيين الذين تكفلت بهم مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين".
ولعب بلمعلم، وهو منتوج خالص لمدرسة الرجاء البيضاوي، للفريق الأخضر في جميع الفئات السنية وصول إلى الفريق الأول، وتألق رفقته في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت سنة 2013 في مراكش وأكادير، إضافة إلى حمله للقميص الوطني المغربي في فترات متقطعة، كما لعب لفريقي اتحاد طنجة، والجيش الملكي، كما كانت له تجارب احترافية بالدوري الإماراتي.
وتضامنت الجماهير المغربية، وتحديدا أنصار فريق الرجاء البيضاوي، مع اللاعب إسماعيل بلمعلم، وطرحت أكثر من فكرة من طرف العديد من الرياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمنهم لاعبين سابقين لتكفل بعلاج اللاعب الرجاوي السابق. وكان الإطار الوطني امحمد فاخر من الرياضيين الذين تأسفوا كثيرا لحالة إسماعيل بلمعلم، قبل أن يتنقل إلى مقر سكناه بمدينة الجديدة للاستفسار حول وضعه الصحي.
وأشارت مصادر متطابقة إلى أن الإطار الوطني امحمد فاخر، وإلى جانب بعض الصحافيين، كان سببا مباشرا في نقل وإيصال ملف اللاعب المذكور إلى مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين من أجل التكفل بعلاجه، والوقوف بجانبه من أجل تجاوز المرحلة الصعبة.
وتقدم مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين خدمات لما لا يقـل عـن 860 عضوا، موزعين علـى 29 نوعـا رياضيا خلال الفترة ما بين 2011 و2019، إذ أن جميع المنخرطين وأفراد عائلاتهم يستفيدون من التغطية الصحية منذ شهر مارس 2012 حين جرى توقيع عقد التأمين الصحي مع شـركة "سهام للتأمينـات".
وكشفت المؤسسة، خلال حصيلتها الأخيرة، أن جميع الأعضاء، البالغ عددهـم 2680 وزوجاتهم وأطفالهم يستفيدون من الرعاية الصحية، وهـم مقسمون على الشكل التالي: 860 بطلا، و717 زوجة، و1103 طفلا، وأنه بفضل هذه التغطية يستفيد الجميع من تعويضات عن تكاليف الرعاية تتراوح بين 80 في المائة إلى 90 في المائة من النفقات المدفوعة مقدما.