الرجاء ... حكاية لقب في موسم طويل واستثنائي

بعد موسم طويل واستثنائي امتد لسنة وثلاثة أشهر، حسم فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم اللقب لصالحه بفارق نقطة واحدة عن غريمه التقليدي الوداد البيضاوي.

الرجاء ... حكاية لقب في موسم طويل واستثنائي

وأنهى الرجاء موسم 2019-2020 برصيد 60 نقطة محققا الفوز في 17 مباراة، وهو نفس عدد انتصارات فريق الوداد الوصيف، وسيشاركان معا في مسابقة دوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل، وانهزم زملاء العميد محسن متولي في 4 مباريات، وتعادلوا في 9 مباريات.

وانتزع الرجاء لقب البطولة الوطنية الاحترافية الأولى للمرة 12 في تاريخه، بعد ألقاب سنوات 1988 و1996 و1997 و1998 و1999 و2000 و2001 و2004 و2009 و2011 و2013.

ويعد هذا التتويج التاريخي 27 بطولة رسمية مختلفة سواء محلية أو قارية، إذ توج بلقب البطولة الوطنية 12 مرة منذ انطلاق المنافسات رسميا 1956، كما أحرز لقب كأس العرش 8 مرات. وبالنسبة للألقاب القارية التي توج بها الفريق الأخضر، الذي يعد أكثر الأندية المغربية تتويجا بألقابها، فرصيده 7 ألقاب، ويأتي خلفه فريق الوداد الرياضي برصيد 4 ألقاب، والجيش الملكي الذي يملك بطولتين قاريتين.

موسم "كورونا" كان شريفا ونزيها

أجمعت كل المكونات الرياضية في المغرب والعالم العربي على أن لقب هذا الموسم من البطولة الوطنية الاحترافية الأولى تميز بالنزاهة والتنافس الشريف، ولعل الإثارة التي بلغت ذروتها في الجولة الأخيرة من المنافسات مع انحصار المنافسة على اللقب بين الثلاثي الرجاء البيضاوي، وغريمه التقليدي الوداد البيضاوي، بطل الموسم الماضي، ونهضة بركان، الذي يدخل الصراع لأول مرة في تاريخه، علما أن تأسيسه كان في عام 1938، خير دليل على ذلك.

وكان مصير اللقب بين يدي الرجاء البيضاوي كونه يتقدم بفارق نقطة واحدة أمام غريمه الوداد، وبفارق ثلاث نقاط أمام نهضة بركان، وبالتالي كان فوزه في الكلاسيكو أمام الجيش الملكي سيضمن له اللقب، بغض النظر عن مباراة جاره مع الوداد مع مضيفه الفتح الرباطي، ونهضة بركان أمام مضيفه أولمبيك آسفي.

وقبل نهاية الموسم بثلاثة جولات، ظهر التنافس الشريف في أكثر من مباراة، وأبرزها تعادل فريق حسنية أكادير مع الوداد بهدف لمثله في الجولة 28، ومواجهة نهضة بركان ونهضة الزمامرة التي انتهت لصالح الأخير بحصة هدفين مقابل هدف واحد، وكذا في مواجهة مولودية وجدة أمام الرجاء (2/2) عن الجولة ذاتها (27)، وخلال عن هذه المباراة خرج المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة بتصريح عفوي، لكن مضمونه كان قويا " أعتقد أن المباراة ردت بقوة على بعض الإشاعات، وأكدت أن الفريقين معا نزهاء، وتنافسا بشرف في إطار الروح الرياضية".

أبناء مدرسة الرجاء

أسباب عديدة ساهمت في فوز الرجاء باللقب، أبرزها مجموعته المتكتلة، وحبها للقميص الأخضر، خاصة أن غالبية الفريق من أبناء النادي (محمود بنحليب، أسامة سوكحال، محمد زريدة، بدر بانون، محسن متولي، عبد الإله الحافيظي، عمر العرجون، سفيان رحيمي، يوسف البكاري، عمر بوطيب، محمد دويك، زكرياء الهبطي، المعطي تميزو، عمران فيدي، وعبد الإله مذكور)، دون نسيان ان الطاقم التقني متكون من أبناء النادي يتقدمهم جمال السلامي، وبمساعدة يوسف السفري، وهشام أبوشروان.

ويدرك العديد من التقنيين في اللعبة قيمة روح المجموعة التي تعد العامل أو المحرك الأساسي في تغلب كفة عن جهة أخرى، خاصة في الأوقات الصعبة والأخيرة من أي مرحلة، بعيدا عن الخطط التكتيكية والأسلوب الفني والمناهج العلمية.

ولعل عودة الفريق الأخضر في الدقائق الأخيرة في أكثر من مناسبة، دليل واضح على وجود روح المجموعة يقودها المخضرم محسن متولي، مواليد 1986، الذي يحسب إليه أنه شارك وساهم في فوز الفريق الأخضر في أربع ألقاب الأخيرة من البطولة الوطنية.

الانطلاقة المتعثرة

رغم الانطلاقة المتعثرة لفريق الرجاء، الذي اضطرت إدارته على تغيير طاقمه التقني مرتين، الانفصال عن الفرنسي كارتيرون الذي عوض الاسباني غاريدو، الذي أحرز معه الموسم الماضي كأس إفريقيا الممتازة على حساب الترجي التونسي، وتعيين جمال السلامي، المدرب السابق للمنتخب الوطني للاعبين المحليين، إلا أن الفريق وجد طريقه الصحيح تحت قيادة الطاقم التقني الجديد.

قبل توقف النشاط الرياضي بسبب تفشي فيروس "كورونا"، كان الفريق الأخضر يقبع في المركز السادس في الترتيب العام، متخلفا بعدد مهم من النقاط عن المتصدر الوداد البيضاوي.

وخلال هذه المرحلة وجد الطاقم التقني الجديد مناسبة لتأهيل اللاعبين من أجل العودة المحتملة، كما شكلت فرصة لترتيب الأوراق، وتجسد ذلك على أرض لواقع مباشرة من استئناف المنافسات، إذ حقق الفريق العلامة الكاملة في جميع مبارياته المؤجلة، ونجح في الزحف نحو المقدمة بهدوء، وتمسك بالصدارة بقوة، ولم يفلتها من يديه أبدا.

ورغم كل الإكراهات التي تحدثت عنها كل مكونات الفريق الأخضر، من منخرطين ومسيرين ولاعبين وجمهور، حول الظلم التحكيمي، إلا أن الفريق تحدى كل العراقيل، التي تحدثوا عنها، ونجحوا في تحقيق لقب غالي وثمين سيظل تاريخيا واستثنائيا في زمن "كورونا".

محفوظ: كل المكونات ساهمت في هذا التتويج

قال أنيس محفوظ، الكاتب العام لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، إن فوز فريقه بلقب البطولة الاحترافية الأولى جاء عن جدارة واستحقاق بفضل تضافر الجهود جميع مكوناته.

وأضاف محفوظ أن فريقه عان الكثير هذا الموسم ممن وجود بعض العراقيل التي كانت تقف أو بالأحرى توضع أمام ناديه، إلا أنه بفضل الإرادة والعزيمة الجميع نجح الرجاء البيضاوي في الفوز باللقب الثاني عشر في تاريخه، موجه، منوها ذاته، بالمجهودات الكبيرة التي قام بها اللاعبون والطاقم التقني، وكل مكونات النادي من جماهير ومنخرطين ورؤساء سابقين، كما شكر المدير التقني السابق فتحي جمال، الذي اعتبره مساهما في هذا الانجاز التاريخي.

ومن جانبه، أكد سعيد وهبي، المتحدث باسم نادي الرجاء، أن فوز فريقه باللقب جاء انطلاقا من القرار الشجاع الذي تبنته الجامعة الملكية المغربية للعبة، والمتعلق باستئناف المنافسات، منوها، في السياق ذاته، بكامل مجهوداتها، وموضحا أن فريقه سينصب كامل تركيزه على مسابقة دوري أبطال أفريقيا،

أرقام فريق الرجاء

** الرجاء البيضاوي توج باللقب للمرة 12 في تاريخه، ليتساوى مع فريق الجيش الملكي صاحب نفس العدد من الألقاب.

** سجل فريق الرجاء البيضاوي 43 هدفا، وهو ثاني أقوى هجوم خلف الوداد الذي أحرز 52 هدفا.

** استقبلت شباك فريق الرجاء 23 هدفا، وهو صاحب أقوى دفاع رفقة فريق نهضة بركان.

** سفيان رحيمي هو هداف فريق الرجاء برصيد 10 أهداف، ويأتي خلفه حميد أحداد، المعار من الزمالك، برصيد 9 أهداف.

** المدرب جمال السلامي نجح في إعادة لقب بعد اللقب الأخير في موسم 2012-2013، والذي توج به المدرب محمد فاخر.