حسب منطوق رسالة الاعتذار التي وجهها الناصيري لجمهور الفريق الأحمر، يمكن أن نثمن عاليا ما جاء فيها، بل أكثر من ذلك ونعتبرها سابقة فيما أعتقد، في مجال التسيير بالبطولة الوطنية، بحكم عدم معاينة رئيس يتقدم برسالة اعتذار بالصيغة التي كتبها الناصيري، "لابد أن أوجه اعتذارا صريحا لجماهير وداد الأمة، لأننا لم نكن هذا الموسم في مستوى انتظاراته الكبيرة"، "لابد من الاعتراف بارتكاب أخطاء في تدبير شؤون الفريق، لم يكن ممكنا تصحيحها في نهاية الموسم، لأننا كنا إزاء موسم استثنائي بكل المقاييس".
سوف أتوقف عند فقرتين، أرى أنهما تحملان في العمق "ما ينبغي القيام به"، لفريق غير عاد، "فالوداد خلق لينافس على الألقاب محليا وقاريا، وأن يعتلي منصات التتويج، وأعرف أنه ليس مقبولا أن يخرج الوداد خاوي الوفاض دون لقب هذا الموسم"، كما جاء في حيثيات الصيغة الاعتذارية للناصيري.
الفقرة الأولى، " لذلك، هناك الكثير من الإجراءات الفعلية التي سنباشرها بداية من الاسبوع المقبل تستهدف هيكلة شاملة لنادي الوداد تقنيا وإداريا وتنظيميا وإعلاميا"، والتي جاءت شاملة وحاملة لكل ما ينبغي الإقدام عليه قبل بداية الموسم الرياضي الجديد، خاصة أن الإجراءات المزمع ترجمتها على أرض الواقع، تستهدف هيكلة الفريق، من النواحي: التقنية، والإدراية،والتنظيمية، والأعلامية.
هذا الاستهداف، يتطلب فتح نقاش واسع مع كل مكونات الوداد بأجيالها المختلفة، بعيدا عن الحساسيات والحسابات الضيقة، في أفق صياغة فصول وفقرات هذه الهيكلة، بترجيح آلية التوافق، تتغيا وضع مصلحة الوداد، فوق أي اعتبار.
أتصور أن مسؤولي الوداد بعد الانتهاء من وضع أسس هذه الهيكلة، سيقدمون على تنظيم ندوة صحافية، الغرض منها إطلاع الجميع على هذه الخطوة المفصلية في تاريخ الوداد، بعد الإقصاء، الذي أدى إلى كتابة رسالة الاعتذار.
الققرة الثانية، "أعاهدكم على العمل خدمة للوداد وشعاره وجمهوره، قد أصيب وقد أخطىء، وإذا لم أوفق فلن أتردد للحظة في مغادرة كرسي رئاسة هذا النادي العظيم والعودة إلى المدرجات وتشجيع الفريق".
أجدني منبهرا ومشدوها أمام عباراتها، غير المألوفة في وسطنا الرياضي، إلى درجة أنني قلت مع نفسي لم لا تصبح بمثابة مرجعية لتأسيس مرحلة جديدة في مجال التسيير في مجال كرة القدم.
أخال أن الناصيري، كتب رسالته بكثير من التفكير والحوار مع الذات، مع استحضار علاقته الوجدانية مع الوداد، بغاية زرع الثقة لدى اسرة الفريق الأحمر، في المستقبل معه أو بدونه.
المهم، نحن الآن، أمام مبادرة تاريخية، أعلن عنها الناصيري، ليبقى السؤال، هل ستنجح مكونات الوداد في استثمارها بالشكل الذي يليق بهذا الفريق العريق، للخروج من خيبة الأمل السائدة داخل أوساط الفريق، ومعانقة الأمل والتفاؤل بقرارات وإجراءات عملية في أقرب وقت ممكن.