لقجع...كلمة للمستقبل

لم تكن الكلمة التي ألقاها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال استقباله لأعضاء المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، بالعادية، بل جاءت حمالة للعديد من الأفكار المهمة، امتزج فيها الآنى بالمستقلبي، في قالب ينبض بالروح المغربية الصرفة.

كان لقجع في كلمته التي جاءت بمناسبة تأهيل منتخب أقل من 20 سنة لنهائيات أمم إفريقيا بموريتانيا العام المقبل، صاحب تصور استراتيجي مبني على آلية منطقية تتوخى الإقناع ورفع المعنويات لمعانقة أفق تزينه راية المغرب أولا وأخيرا.

ومما جاء في كلمة لقجع "أنتم الأفضل والأحسن، وعليكم أن تثقوا في قدراتكم...وهنيئا لكم بالتأهل وبالمردود الذي قدمتوه"..."سوف ألتقى في غضون الأيام القليلة مع الطاقم التقني بقيادة زكريا عبوب لتسطير برنامج قوامه وقاعدته العمل ثم العمل ولا شيء غير العمل"، "الشئ الوحيد الذي يجب أن تضعوه نصب أعينكم هو العمل، ضعوا جانبا المستحقات، والانتقالات، والأندية، تذكروا شئيا واحدا العمل من أجل أن تتطوروا أكثر...لا تتعجلوا الجزاء...ولا تبحثوا عن الثمار...عليكم بالعمل بطريقة متواصلة"..."إنكم أبطال حقيقيون...ثقوا في أنفسكم...وستصبحون أبطالا"..."إذا كنا نتقاسم هذا الهدف والثقافة سنكون الأفضل...أكثر من هذا سأكون رهن إشارتكم...وهذا واجب...وإذا كنا لا نتقاسم هذه الثقافة وهذا الأفق فعلينا أن نقولها منذ البداية...وعندما سأحس أن كلامي لا يؤثر فيكم، سوف لن تروني لا من قريب ولا من بعيد وكل واحد سيقوم بعمله.. وكما قلت انا لست رئيس الجامعة ولا هم يحزنون أنا مغربي أولا وأحب بلدي".

الخيط الناظم بين هذه الشذرات المنتقاة، هو وجود رؤية استراتيجية معروضة بدقة ووضوح، تعمل على استثمار نجاحات اليوم لبناء مستقبل أكثر عطاء من حيث الانجازات.

وارتدت كلمة لقجع، في فقرات أخرى، ثوب الموجه والمنبه والمحذر في الآن نفسه، عند حديثه عن السماسرة " هذا الشخص ينظر إلى اللاعب كشئ، وهذا غير معقول، ولا ينظر إليه كمسار بل كأتعاب، وهذا سلوك بعيد عن الكرامة، نحن ننظر إليكم كمدافعين عن الراية الوطنية، أنتم الذين ستسعدون المغاربة في المستقبل القريب والبعيد...".

وعبر لقجع، بطريقة غير مباشرة، عن أسفه وحسرته لضياع جيل 2005 وكأنه يدعو لعدم تكرار هذه التجربة عندما قال "أنتم كأس العالم المقبل....أنتم المنتخب الأول...فالمنتخب الإسباني الذي لعب ضد منتخب المغرب للشباب بقيادة فتحي جمال في مونديال 2005، هو الذي شكل عماد منتخب إسبانيا الفائز بكأس العام لعام 2010 بجنوب إفريقيا.. فهذه هي كرة القدم التي يجب أن نؤمن بها".

كان لقجع صريحا ومدافعا عن مشروع كروي من خلال الحديث عن منتخب أقل من 20 سنة، مبني على غيرته الوطنية وحبه للمغرب، لهذا نجد أن الكلمات الأكثر ترددا في هذا اللقاء كانت هي "العمل"، "الثقة، "العقلية الاحترافية"...

وتلك لعمري هي مداخل إنجاح هذا المشروع.