الشليح: كفانا من اعتبار اللاعبين المحليين أقزاما
تساءل الإطار الوطني عبد الرزاق الشليح، هل لفوز المنتخب الوطني للاعبين المحليين بالنسخة السادسة من مسابقة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان"، من وقع، وتأثير ايجابي على مستقبل هؤلاء اللاعبين، وهل من سبيل للمناداة عليهم من طرف الناخب الوطني للمنتخب الأول؟

وأوضح الشليح، في حديثه مع "لومتان سبورت" أنه أمر طبيعي أن ينتظر هؤلاء اللاعبين رد فعل، وتحركا إيجابيا من طرف الناخب الوطني وحيد هالياوزيتش، وقال "حلم تقمص ألوان المنتخب الوطني، يعتبر حقا مشروعا لكل لاعب منهم خصوصا بعد فرض تفوقهم في أدغال إفريقيا، وتمكنهم من التتويج بلقب مسابقة (شان)"، وأضاف "سيكون من المؤسف أن يواصل هاليلوزيتش، تهميش وإهمال هؤلاء اللاعبين، ويستمر في إدارة ظهره لهم، إذا بات من الواجب عليه إنصافهم، والمناداة على أجودهم، ليس لأنهم ينتظرون منه ذلك بعين العطف والشفقة، بل لأنهم يستحقون أن ينظر لهم أنهم لاعبو المنتخب الأول ولا شيء غير ذلك، كفانا من اعتبار اللاعبين المحليين أقزاما، والقاديون من أوروبا والخليج عمالقة، بمجرد توقيعهم لفريق أوروبي مغمور واللعب معه كاحتياطي، حان الوقت لإنصاف لاعبي البطولة، وتحفيزهم لتقديم المزيد من العطاء والتألق، وأن تترسخ لدى الناخب الوطني فكرة ومبدأ تعزيز الصفوف بلاعبي البطولة، وليس المناداة عليهم لتكملة العدد".

وأشار الباحث في ميدان كرة القدم المعتمد من طرف "فيفا" أن تاريخ المنتخب الوطني يشهد بالجهود التي بذلها لاعبو البطولة الوطنية، ودورهم في تحقيق العديد من النتائج لأسود الأطلس، وقال "إذا عدنا بعقدين أو ثلاثة للماضي، سنجد أن المرحوم المهدي فاريا، في الثمانينات، وكذلك عبد الخالق اللوزاني، وعبد الله بليندة، والفرنسي هنري ميشال، في سنوات التسعينيات، وبادو الزاكي، وامحمد فاخر، بداية الألفية الثالثة، جميعهم كانوا يعززون المنتخب الوطني الأول، باللاعبين المحليين، ولم يعتبروهم تكملة عدد، بل لاعبين محاربين يشغلون مراكز خصاص، ويتكلفون بمهام يعجز الدوليون القادمون من أوروبا أو الخليج القيام بها"، وتابع "بعدها جاء ايريك غيريتس، وهيرفي رونار، بفكر رجعي يعتبر في حق اللاعب المغربي المحلي، واعتباره ناقصا في التكوين، والتفكير والعزيمة، وكان يضعون هذه الأمور أحكام قيمة على اللاعبين دون الاستناد إلى أسس واقعية، لأنها أحكام عادة ما كان للوسطاء فيها دور أساسي أو كما كانوا يروجون أن اللاعب المحلي لا يصلح حتى للجلوس في دكة الاحتياط ".
واعتبر المدير التقني الوطني السابق، إنجاز أسود البطولة الوطنية، في بطولة إفريقيا للاعبين المحلين "شان"، رد اعتبار للاعبين الممارسين في البطولة، ورسالة واضحة للناخب الوطني، من أجل تمكين هؤلاء الأبطال من فرصة حمل ألوان المنتخب الأول، وقال "المحليون فرضوا أنفسهم في هذه البطولة التي لم تكن سهلة، وبات حريا بالناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش، المناداة على أبرز هؤلاء اللاعبين الذين شاركوا في (شان)، خصوصا في بعض المراكز التي تستدعي توفر اللاعب على التجربة والقوة، والتي يشكو فيها المنتخب الأول من نقص وخصاص"، واسترسل "يجب اعتبار هؤلاء اللاعبين الذين شاركوا في (شان)، ذلك الإسمنت الذي يمكنه إخفاء تلك التصدعات التي تصيب جدران المنتخب بسبب الحرارة والرطوبة، كلما كان مشاركا في منافسة بأحد دول إفريقيا جنوب الصحراء".

وأفاد الشليح أن مشاركة المنتخب الوطني للاعبين المحليين في النسخة الأخيرة من مسابقة "شان"، وجب أن يجري استثمارها والاستفادة منها، واستخلاص العبر منها، واتخاذها كنموذج لإعادة نفس النجاح مع باقي المنتخبات، وقال "هذه المشاركة الأخيرة في (شان) يجب أن تعتبر محكا حقيقيا لتقييم أداء وقيمة اللاعبين المحليين، خصوصا أن المسابقة أقيمت في إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، وما تمثله من صعوبات الظروف والأجواء التي تحيط بها، أو لمستواها الكروي الجيد من حيث طبيعة وقوة وقيمة المنافسة كما ونوعا"، وزاد "مباريات البطولة كانت بمثابة معارك كروية، تطلبت من اللاعبين وأعضاء الأطقم التقنية والطبية، ومعهم جامعة الكرة، استخدام كل الإمكانيات والأدوات والخبرات للخروج من هذا الاستحقاق دون خسائر، وبرؤوس عالية، منتصرين ومتفوقين على الكل".