فمنذ أن تسلم كومان مهمة تدريب البارصا خلفا لكيكي سيتيين، عقب الهزيمة القاسية والتاريخية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام بايرن ميونيخ (2-8)، لم يحقق بعد تلك الظفرة والانعطافة المنتظرة والمتوقعة.
فالمتابع لمسيرة برشلونة في الأشهر الأخيرة، سيلاحظ، وباستحضار النتائج المحصل عليها، أن الفريق بات "عاديا"، ولم يعد مهاب الجانب، كما كان في السابق.
ورغم كل ذلك، لم نسمع أو نقرأ أي إشارة للتخلي عن المدرب كومان، بل على العكس تجد تلك المساندة الصامتة الإيجابية في التعامل معه إلى حين...
مناسبة هذه المقاربة لا المقارنة، ما نسمعه ونقرأه منذ بداية الأسبوع الحالي، بخصوص اقتراب ثلاثة أندية تمارس بالدرجة الأولى من البطولة الوطنية الاحترافية من فك الارتباط مع مدرب الفريق، المغرب الفاسي، وسريع واد زم، والمغرب التطواني، رغم أن جولات الموسم الرياضي الحالي 2020-2021 لم تتجاوز السبع.
وإذا عدنا إلى نتائج هذه الفرق، فهي ليست بالكارثية، إلى درجة تجعلها في مستوى الهزيمة القاسية التي تلقاها برشلونة بميدانه أمام باريس سان جيرمان (1-4) برسم ذهاب ربع نهائي أغلى الكؤوس الأوروبية الخاصة بالأندية.
وأنا أتطرق إلى موضوع علاقة برشلونة مع المدرب كومان، يأتيني عنوة مثال بايرن ميونيخ ومدرب الفريق فليك "المغمور"، وكيف صنعت ثقة مسؤولي الفريق البافاري وصبرهم عليه منه مدربا ناجحا، بات اليوم من ضمن المرشحين لقيادة المنتخب الألماني مستقبلا.
مشكلة الأندية الوطنية أنها تتعجل النتائج، دون التفكير في البناء، الذي يتطلب بعض الوقت، وهذا ما يجعلها تعيش الوضع ذاته مع الأطقم التقنية، علما أن مكاتبها المسيرة عندما تتعاقد مع مدرب ما، وخلال تقديمه تجد كلمة "استراتيجية" تتكرر أكثر من مرة، "سنعمل وفق استراتيجية تتوخى بناء فريق للمستقبل..." وسوف نضع استراتيجية بمعية المدرب لبناء فريق تنافسي...".
لكن بمجرد مرور مباراتين على الأقل يبدأ التفكير في إقالة المدرب باللجوء إلى عدة طرق، الخيط الناظم لها "إعداد المدرب للقرار".
الاحتراف ليس بضاعة للاستيراد والاستهلاك الشفهي، بل هو عقلية وتعامل وسلوك وتقدير واحترام وثقة... فالبدايات تبدأ بخطوة..
أو لم أقل إنه درس قاس.