فما نشرته لتعلن عن تأييدك ودعمك لخير الدين زطيشي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لعضوية المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، على حساب ابن بلدك فوزي لقجع، ومن منطلق كونه "الرجل المناسب في المكان المناسب"..."شخصية قادرة على تقديم الإضافة اللازمة للكرة الإفريقية، من خلال نزاهته وصدقه وتواضعه....ومعرفته بنظام كرة القدم"، أمر مرفوض مغربيا، وإفريقيا، ودوليا. لماذا؟
مغربيا، لا أحد بإمكانه أن ينكر القفزة والوثبة التي عرفتها كرة القدم المغربية في السنين الأخيرة على عهد لقجع، من حيث وضع أسس جديدة في أفق بناء صرح كروي احترافي بكل ما تحمله الكلمة من معاني الاحتراف، بدأت أولى ثماره تخرج إلى حيز الوجود.
إفريقيا، بالنظر إلى الدور المهم والبارز الذي يلعبه المغرب داخل الجهاز المشرف على كرة القدم الإفريقية (كاف)، ومساهمته الإيجابية لتطوير هذه اللعبة، لهذا لم تكن صحفية "ديلي نايشن" الكينية بالحمقاء عندما اعتبرت فوزي لقجع من أفضل مسييري كرة القدم بإفريقيا في مقال عنوته بـ "فوزي لقجع: صاحب رؤية تسييرية بمقاربة ثلاثية الأبعاد"، مبرزة العديد من المحطات التي تؤكد ما ذهبت إليه، مشددة على أنه "شغوف باللعبة، متسلح بمعرفة واسعة، وهي صفات ومميزات غير متاحة عند مسيري كرة القدم الإفريقية".
وخاتمة مقالها بـ"...ولا شك أن لديه رؤية واضحة لكرة القدم الأفريقية تنسجم مع الاستراتيجية التي طبقها بنجاح في بلاده".
ودوليا، سأكتفي هنا بالتصريح الأخير لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إينفانتينو "نحن نعرف أن المغرب له دور كبير ومهم فقد أصبح بمثابة قاطرة كرة القدم بإفريقيا" وتابع "لقد زرت المغرب عدة مرات، ووقفت هنا عند الشغف الكبير لكرة القدم، والعمل الجدي الذي تقوم به جامعة كرة القدم".
في ضوء هذه المعطيات، أجدني أشعر بالحيرة، وأقول مؤسف، ومخز بلغة نورالدين النيبت، ومخجل بلغة يوسف شيبو، أن تدخل نفسك ياوادو بعد مسيرة موفقة مع الأسود، في مثل هذه المواقف التي من جهة، يستغلها الخصوم لـ "التقليل" من إنجازات بلدك الأصلي المغرب على المستوى الرياضي، ومن جهة أخرى يندد بها زملاؤك ومجايلوك وأصدقاؤك المغاربة بها.
لا شك أن صنيعك السلبي، سيعيد إلى الواجهة، وبكثير من الحسرة، تلك المواقف الإيجابية الصادرة من الجماهير المغربية اتجاهك، خاصة لما تعرضت للعنصرية بفرنسا بلد الاستقبال، من منطلق أنك لا تستحقها كرد فعل عن السلوك غير المفهوم أخلاقيا الذي بدر منك والمتزامن مع اقتراب انتخابات عضوية المكتب التنفيذي بالفيفا.