الصباغ: بإمكاننا صعود منصة التتويج في طوكيو

أبدى الإطار الوطني مراد الصباغ، عضو الطاقم التقني المشرف على المنتخب الوطني لرياضة التايكواندو، تفاؤله بحظوظ الأبطال المغاربة في صعود منصات التتويج خلال المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها صيف هذه السنة بطوكيو، والتي تراهن عليها الجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو، لإهداء المغرب إحدى الميداليات والتأكيد على أن التايكواندو المغربي قادر عل حمل الراية الوطنية في أكبر المحافل الرياضية العالمية.

الصباغ: بإمكاننا صعود منصة التتويج في طوكيو

وتحدث الصباغ عن تحضيرات أعضاء المنتخب الوطني للتايكواندو، والصعوبات التي واجهتهم خلال فترة الحجر الصحي، وما فرضه تفشي وباء كورونا، من تغيير برامج التحضيرات، وابتعاد الأبطال المغاربة عن المنافسة لفترة ليست بالقصيرة، وكيف تمكنت الإدارة التقنية الوطنية ومعها الجامعة الملكية المغرية لرياضة التايكواندو من التغلب على هذه الصعاب من أجل تمكين أعضاء المنتخب الوطني من التحضير للاستحقاق الأولمبي في طوكيو.

وفي ما يلي نص الحوار الذي خص به الإطار الوطني مراد الصباغ، عضو الطاقم التقني المشرف على المنتخب الوطني التايكواندو لـ "لومتان سبورت". 

** تفشي وباء كورونا في سائر أنحاء العالم أثر على سائر مناحي الحياة وفرض تغيير العديد من البرامج، كيف واجهتم هذه الأمور وأنتم بصدد التحضير للمشاركة في دورة طوكيو الأولمبية؟

- لم يكن هناك تأثير كبير بالنسبة لنا، بحيث إننا تمكنا من إبقاء تواصل دائم بين مكونات المنتخب الوطني، سواء المدربين أو اللاعبين، وكان لنا برنامج مسطر اشتغلنا عليه طيلة فترة الحجر الصحي، ضم حصتين تدريبيتين في اليوم، حصة صباحية وأخرى مسائية، العناصر الوطنية لم تتوقف عن التدريب، وكان هناك تواصل دائم ما بين أعضاء الإدارة التقنية الوطنية، وكنا نتابع البرنامج بانتظام من خلال الاعتماد على وسائل التواصل، ما مكننا من البقاء متواصلين طيلة تلك الفترة ما بين الابطال وأعضاء الإدارة التقنية والجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو، التي كانت إلى جانبنا خلال هذه الفترة، وقدمت الدعم المادي والمعنوي للأبطال، وهو ما مكننا من تجاوز هذه الفترة الصعبة بنجاح، والحفاظ على اللياقة البدنية للعناصر الوطنية، وهو الأمر الذي كان مهما بالنسبة لنا كطاقم تقني مشرف على المنتخب الوطني للتايكواندو.

** تأجيل موعد الألعاب الأولمبية والصعوبات التي واجهتكم في تحضير عناصر المنتخب الوطني، هل كان لهما تأثير على نفسية الأبطال المغاربة؟ 

- أعتقد أننا نجحنا في الحفاظ على تركيز اللاعبين من خلال برنامج التداريب الذي حرصنا على احترامه خلال فترة الحجر الصحي، من خلال تعاملنا الجيد مع قرار تأجيل موعد إقامة دورة طوكيو الأولمبية، حيث عملنا على استغلال الفترة الزمنية الإضافية للاشتغال أكثر على تحضير أبطالنا لنكون حاضرين بقوة في طوكيو، المشكل الوحيد الذي كنا نعاني منه هو غياب التنافسية بسبب غياب الدوريات الدولية التي توقفت بعد تفشي وباء كورونا، حيث غابت الدوريات وغاب معها الاحتكاك مع الأبطال العالميين المصنفين في التصنيف الدولي .

كان هناك انفراج بعد عودة المرافق الرياضية لفتح أبوابها، حيث حاولنا، من جهتنا كطاقم تقني، الاستفادة من هذا الأمر من خلال التنسيق مع الجامعة لإقامة تجمعات إعداديا بجامعة الأخوين بمدينة افران، بطبيعة الحال وجدنا بعض المشاكل لدى اللاعبين في ما يخص الجانب التقني والتكتيكي، وهذا أمر طبيعي بحكم ابتعادهم عن المنافسة والتباري، غير أننا نجحنا بعد نهاية التجمع الأول من تمكين أبطالنا من استعادة مهاراتهم التقنية والتكتيكية، وذلك بفضل اللياقة البدنية الجيدة التي كان يتوفر عليها اللاعبون بفضل عدم التوقف عن التدريب خلال فترة الحجر الصحي.

** كيف جاء التفكير في إقامة تجمعات خارجية، وهل كان الأمر ميسرا لمواصلة التحضير خارج المغرب؟؟

- التفكير في إقامة تجمعات إعدادية خارج أرض الوطن، جاء بعد إقامة عدد من التجمعات الإعدادية هنا بالمغرب، حيث توالت التجمعات الإعدادية بمدينة افران، بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية، والجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو، حيث ارتأينا بعد ذلك إقامة بعض التجمعات خارج أرض الوطن، بحثا عن التنافسية لأبطالنا، حيث قمنا بطلب التأشيرة لعناصر المنتخب الوطني غير أننا وجدنا بعض الصعوبات في تأمينها ما جعلنا نقوم بالعمل على استخلاص وثائق الإقامة للأبطال من أجل تمكينهم من السفر إلى أوروبا، وهو ما تمكن من القيام به من خلال التنسيق مع اللجنة الأولمبية والجامعة .

بعض التغلب على مشكل السفر فكرنا في العودة إلى البرنامج الذي كان مخططا قبل ظهور وباء كورونا، والذي كان يضم عددا من التجمعات في كل من ايطاليا والنرويج وفرنسا، وعدد من الدول الأوروبية الأخرى .

** بعد كل هذه التجمعات داخل وخارج أرض الوطن، كيف تقيمون تحضيرات الأبطال المغاربة  لدورة الألعاب الأولمبية المقررة في طوكيو؟

- التحضيرات لدورة طوكيو الأولمبية تمر في أحسن الظروف حيث بلغنا مراحل متقدمة، بعد الانفراج التدريجي الذي بدأ يشهده العالم إثر فترة الحجر الصحي التي فرضها "كوفيد 19"، وبعد انتقالنا لاستكمال تحضيراتنا في أوروبا، قمنا بإقامة تجمع إعدادي مشترك مع المنتخب الإيطالي، بعدها توجهنا  إلى فرنسا لخوض تجمع إعدادي يجمعنا بعناصر المنتخب الفرنسي، وبعدها هناك تجمع مع منتخب النرويج، وهناك كذلك تجمع آخر سيجمعنا بمنتخب المكسيك، ثم تجمعات أخرى إلى حين موعد السفر صوب طوكيو .


** ما تقييمكم للنتائج الايجابية التي حققها الأبطال المغاربة في دوري تركيا المفتوح ؟؟ 

- دوري تركيا كان محطة مهمة للأبطال المغاربة، إذ بمجرد تأكيد إقامة دوري تركيا المفتوح، سارعنا إلى تسجيل مشاركة أبطالنا.

 العناصر الوطنية كانت متحمسة للمشاركة في هذا الدوري المفتوح، الذي شهد مشاركة أبرز الأسماء في عالم التايكواندو، شاركنا بـ 5 عناصر من أصل 6، بعدما تعذر على أيوب الباسل، المشاركة بسبب تعرضه لإصابة. 

أعتقد أننا حصلنا على نتائج طيبة للغاية، بفضل العمل الكبير الذي قمنا به خلال الفترة السابقة، وتمكنا من الحصول على 5 ميداليات، أي أن جميع العناصر الوطنية توفقت في الصعود إلى منصة التتويج، نجحنا في نيل ميدالية ذهبية، و3 فضيات، وميدالية برونزية، ونرجو أن يتواصل تنظيم الدوريات الدولية المفتوحة كي يتمكن أبطالنا من خوض مباريات أكثر والاحتكاك أكثر قبل حلول موعد أولمبياد طوكيو. 

** حسب متابعتكم الدقيقة لتحضيرات المنتخب الوطني، والمستوى الذي قدمه الأبطال المغاربة في دوري تركيا المفتوح، ما هي حظوظ التايكوندو المغربي في صعود منصة التتويج في طوكيو؟

- الجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو، بالتنسيق مع اللجنة  الأولمبية الوطنية، وفرت لنا جميع الظروف الملائمة للتحضير للعرس الرياضي الكبير الذي ستحتضنه العاصمة اليابانية، والتحضيرات تمر في أحسن الظروف، فقط تنقصنا التنافسية التي نسعى لتعويضها من خلال المشاركة في الدوريات الدولية المفتوحة التي ستجري إقامتها في الأيام المقبلة.

نحن متفائلون بقدرة أبطالها على صعود منصات التتويج في طوكيو، فبالنسبة للأوزان التي سينافس فيها الأبطال المغاربة خلال دورة طوكيو الأولمبية، والممثلة بالنسبة للإناث في أقل من 49 كلغ، وأقل من 57 كلغ، ثم أقل من 80 كلغ بالنسبة للذكور، فقد سبق للعناصر الوطنية منازلة عدد من الأبطال المؤهلين لدورة طوكيو، ومنهم من شارك في دوري تركيا المفتوح، ونجح أبطالنا في التغلب على عدد منهم، وهذا مؤشر إيجابي بالنسبة لنا، ونتمنى أن يكون جميع الأبطال المغاربة في أفضل مستوياتهم خلال موعد إقامة دورة الألعاب الأولمبية المقررة صيف هذه السنة بالعاصمة اليابانية طوكيو.