لن أدخل في سجال ونقاش مع الأفكار والآراء التي رافقت "فترة الغضب الرجاوي"، لاعتبار واحد ووحيد، يتمثل في أن لكل زاوية تكون منطلق التعبير عن حبه لفريقه، وبالتالي تستوجب الاحترام، بغض النظر عما إذا كنا متفقين أو العكس ما دام أن الأمر مبني على قاعدة "الاختلاف لا الخلاف".
لا أحد يجادل في كون الرجاء يمر من فترة صعبة، بالنظر إلى كثرة زوايا النظر، وإلى المقترحات العديدة للخروج منها، وهذا أعتقد أنه شئ إيجابي، يتطلب فقط أخذ مبادرة جلوس أسرة الفريق الأخضر بتعددها المحمود، لتدارس هذه الوضعية، بعيدا عن الأحكام الجاهزة والانفعالات المجانية، والمزايدة في حب الفريق.
لا اظن أن الرئيس الذي يتولي تسيير الفريق في ظل هذه الوضعية، يفعل ذلك دون وجود عاطفة خضراء تدفعه للوقوف بجانب فريقه المفضل، والمدرب الذي أجل استقالته إلى ما بعد مباراة بيراميدز، وتحمل قبل ذلك الكثير من الكلام المجانب للصواب، لا يكن أي تقدير وحب لهذا الفريق الذي صنع اسمه كلاعب، وبالتالي مكنه من المضي قدما في عالم كرة القدم بالاشتغال في مجال التدريب.
من حق مكونات الرجاء، أن تغضب وتنفعل وتتعصب، وهي حالة صحية، لكن في إطار من الرؤية المحايدة، بمعنى أولا عدم نسيان ما قدمه كل مسؤول انطلاقا من موقعه، الذي شكل للجمهور لحظة فرح اسطوري، تحضرني هنا ريمونتادا كأس محمد السادس للأندية البطلة أمام الوداد، وثانيا، أن يكون الجلوس بلغة هادئة ورصينة تعكس صفة العالمية للرجاء، بعيدة عن التهديد والسب والقذف والتجريح.
أسعد كثيرا عندما أجد فريقا الوداد والرجاء ضمن إحصائيات عالمية في هذا الجانب أو ذاك، لهذا يجب على الجميع أن يقدر دقة المرحلة، ويترك المزايدات المجانية والسجالات الضيقة جانبا، ويفكر في كيفية المساهمة في معانقة مرحلة الإنجازات والنتائج الإيجابية بكل روح رياضية.
أتطلع إلى تحول في مقاربة وضع الرجاء بعد مباراة بيراميدز، التي أتمنى كل التوفيق لممثل المغرب في كأس الكاف، للإيماني الشديد أن "الفرق الكبرى تمرض ولا تموت"، والدواء بيد أسرة الرجاء.