غير أن ثلاثة مواسم قضاها رفقة الجيش الملكي، جعلت له مكانة خاصة لدى الجمهور العسكري، سيما أن تلك الفترة تعد من أزهى المراحل في تاريخ الفريق، إذ حصد رفقة العساكر ألقاب البطولة وكأس العرش وكأس الكونفدرالية الافريقية، غير أن الإصابة عجلت برحيله عن الفريق، ثم ما لبث أن عاد إليه بعد بضع سنين، مدربا للفئات الصغرى، بعد تلقيه للتكوين، قبل أن يرحل للمرة الثانية عن الجيش، متخليا عن صفته "العسكرية"، باحثا عن أفاق أخرى ومغامرة جديدة في التدريب في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ورغم خروجه من الفريق مرتين كلاعب وكمدرب، إلا أنه لم يخرج من تاريخ الفريق، الذي دون اسمه في سجل محاربيه، والأهم أنه لم يخرج من قلوب الجماهير العسكرية، كواحد من آخر جيل، يفتخرون بتشريفهم للألوان الثلاثة.
الكثير من الجماهير المغربية خاصة جمهور الجيش الملكي، يعتقد أن هناك علاقة خاصة تجمع بين نور الدين بوبو وامحمد فاخر؟
الأمر غير صحيح، علاقتي بفاخر علاقة عادية جدا تربط لاعبا بمدربه، لا أكثر ولا أقل..
لكنك اللاعب الوحيد الذي رافق فاخر من الحسنية إلى الجيش، علما أن الحسنية كان فريقا متوجا بلقب البطولة، وحينما وقع فاخر مع الفريق العسكري انتقلت بدورك معه..
الأمر الذي شجع مسؤولي الجيش الملكي على انتدابي هي سهولة انتقالي إلى الفريق، حيث تسلمت وثائقي كلاعب حر من فريق الاتحاد الرياضي، الذي كان أعارني للحسنية، بعد نهاية الموسم، حيث كنت اشترطت على مسؤولي الفريق البيضاوي، قبل التوقيع له أن يسلمني وثائقي دون عقبات، حينما أريد ذلك وهو الاتفاق ذاته الذي أبرمته مع أبو القاسم رئيس حسنية أكادير، الذي اشترطت الشرط ذاته عليه قبل التوقيع في كشوفات الفريق السوسي.
تسلمت وثائقي كلاعب حر من فريق الاتحاد الرياضي، الذي كان أعارني للحسنية، بعد نهاية الموسم، حيث كنت اشترطت على مسؤولي الفريق البيضاوي، قبل التوقيع له أن يسلمني وثائقي دون عقبات
هل احترم أبو القسم هذا الشرط؟
طبعا، لم أجد أدنى صعوبة في الانتقال وتسلم وثائقي، كما أننى لم أكن متطلبا جدا في شروطي المادية حينما وقعت للفريق السوسي، وساد بيننا الكثير من الاحترام، وحينما توصلت بعرض الفريق العسكري، لم أجد أدنى صعوبة في الالتحاق بصفوفه وسلمني أبو القاسم وثائقي بسهولة كما كان الاتفاق.
هل كان لفاخر دور في انتقالك للجيش؟
فاخر زكى التحاقي بالكتيبة العسكرية، بحكم معرفته بي بشكل كبير، حيث كان مديرا تقنيا للرجاء الرياضي حينما كنت في صفوف فئتي الشباب والأمل ضمن الفريق الأخضر، وخضت معه موسما ناجحا في حسنية أكادير وهو ما جعل أمر انتقالي إلى الجيش يمر بسهولة ويسر.
إذن فعلاقتك بفاخر علاقة عادية وليس كما يعتقد الكثير من الملاحظين؟
طبعا، وحتى بعض اللاعبين الذين التحقوا بصفوف الجيش الملكي وقفوا على هذا الأمر بعد مرور الوقت، بعدما كانو يعتقدون أن هناك صداقة كبيرة بيني وبين المدرب فاخر، إذ وجدوا بوبو وفاخر لا تربطهما أي علاقة خاصة كما كان يشاع في الاوساط الكروية، أو كما كانوا يسمعون، فعلاقتي بفاخر ليست تلك العلاقة "المفتوحة" بل العكس من ذلك تماما هي علاقة "مغلقة" وعادية جدا بين مدرب ولاعب مثله مثل أي لاعب آخر في الفريق، لا نتكلم كثيرا إلى يومنا هذا..
متى كان أخر لقاء أو اتصال مع امحمد فاخر؟
أخر مرة التقيت بفاخر كان العام 2006، بمناسبة تعيينه من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مدربا للمنتخب الوطني، وكنت حينها قد أصبت بتمزق في الرباط الصليبي، وجاء لزيارتي مشكورا، ثم مرت سنتان لم نلتق فيهما حتى جمعتنا الصدفة في مباراة تكريمية في مدينة أكادير، ومنذ ذلك الحين لم يحدث ان التقينا مباشرة، إذ مر على آخر لقاء لي به حوالي 12 سنة، وبالنسبة للحديث عبر الهاتف لم نتكلم أكثر من أربع مرات، على ما أذكر..