بنحليب...التعامل المفروض

حظي موضوع محمود بنحليب لاعب نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، باهتمام كبير متعدد المرجعيات والأهداف، في ظل غياب رد رسمي للمكتب المسير للفريق الأخضر.

الموضوع، قفز إلى الواجهة، قبيل سفر الرجاء إلى تنزانيا لمواجهة نامونغو ضمن منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، بسبب ما قيل وراج حول رفض اللاعب بنحليب السفر، وبالتالي فما أقدم عليه هو نوع من التمرد، خاصة بعد أن قرر التونسي لسعد الشابي مدرب الفريق إحالته على اللجنة التأديبية.

لندع جانبا، تداعيات الموضوع إداريا، ولنسلك مقاربة أخرى، تتوخى مصلحة الفريق واللاعب بنمحمود، البالغ من العمر 25 سنة.

هنا، وأود الإشارة فقط إلى أن المقاربة، هي مسنودة بالدرجة الأولى على تصريحات بعض اللاعبين القدامى وكذا أخيه محمد، والتي تؤكد كلها على ضرورة تفهم الظروف التي يمر منها بنحليب.

ما قرأت وسمعت، هو أن ظروفا أسرية "صعبة" تتحكم في مسار حياة بنحليب وسلوكه، الشئ الذي يتطلب نوعا من التقرب من اللاعب بالإنصات والاصغاء إليه، حماية وتحصينا له، وبالتالي الوصول إلى آليات تشكل طوق النجاة لمستقبله الحياتي.

قال محمد بنحليب، إن شقيقه محمود أخطأ في حق فريقه الرجاء، مناشدا عدم القسوة عليه...لأنه يعيش ظروفا صعبة لا يعلمها إلا الله وحده...فهو يعيل إخوته، حيث يعانون من أمراض مختلفة وخطيرة... بنحليب يحتاج إلى طبيب نفساني، من أجل معالجة حالته النفسية، بحكم الظروف القاسية التي يعيشها، بعد وفاة والده ووالدته، ومرض إخوته، حيث أنه المعيل الوحيد لهم.

كلام آت من داخل الأسرة، جاء حاملا لرسالة قاسية للمسؤولين عن الرجاء، الذين عليهم الاقتراب من اللاعب، في محاولة تحسيسه أنه ابن الفريق ولن يتم التخلي عنه، لرفع منسوب الأمل والثقة لديه، باتخاذ حظوات تعكس البعد الإنساني، بدل كلمات "التأديب"، و"الانضباط"، و"العقاب"...التي تبقى مهمة لكنها قد تحمل معنى الضياع في حال عدم توظيفها بالشكل المطلوب والمتزن.

وأنا أفكر في موضوع بنحليب، ظلت قضية الهداف الألماني السابق جيرد مولر ملازمة لي.

فمولر، ورغم الاختلاف في المضمون مع ينحليب، يعيش ظروفا صحية صعبة، لكنه يجد كل الدعم من طرف كل مكونات فريقه وزملائه بقيادة القيصر فرانز بيكنباور...

الشاهد في موضوع مولر، طريقة تعامل أسرة البايرن، وتلك لعمري ما يحتاجه بنحليب في الوقت الراهن.