ما وقع في ملعب 5 يوليوز بالعاصمة الجزائرية، خلال مباراة الوداد والمولودية برسم ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، وأيضا بملعب أولاندو في مدينة جوهانسبورغ الجنوب إفريقية في لقاء الرجاء وبيراتس برسم ذهاب ربع نهائي كاس الكاف، لا يشرف على الإطلاق التحكيم الإفريقي، خاصة مع الرئيس الجديد الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، الذي وعد منذ تنصيبه على راس الجهاز الوصي على كرة القدم بالقارة السمراء، بضرورة العمل على الرقي بكرة القدم الإفريقية.
لماذا جرى إلغاء الفار في هذه المرحلة الحساسة من المسابقتين؟ ما معنى أن يلغي الحكم الإثيوبي تيسيما هدفا مشروعا وصحيحا للعميد وليد الكرتي بداعي التسلل؟ ما الغاية من عدم احتساب ضربة جزاء للرجاء من طرف الحكم الكيني أوروا؟
القراران، الإلغاء والتجاهل، يؤكدان بالملموس أن هناك فرق شاسع بين الأقوال - الطموحات وواقع الحال.
استبشرت الفرق المتضررة من قرارات التحكيم، خيرا لما أقدمت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عقب مهزلة رادس شهر ماي من العام 2019، على خطوتين في غاية الأهمية، الأولى تهم إقامة مباراة واحدة وفي ملعب واحد لنهائي دوري الأبطال وكأس الكاف، والثانية اعتماد تقنية الفار في الأدوار الحاسمة.
لكن، ما حدث في الجزائر وجنوب إفريقيا، سرعان ما أعاد الأمور إلى ما كانت عليه، بارتكاب الحكام لأخطاء قاتلة تعصف بأمال وطموحات وجهود فرق وتمنح الأفضلية لأخرى لا تستحقها.
قد يقال إن هذه الوقفة مع التحكيم الإفريقي، ما كان لها أن تكون لو تعلق الأمر باندية أخرى غير الرجاء والوداد.
الجواب، البلاغ الذي أصدره الأهلي المصري فريق القرن عقب مباراته أمام صن داونز الجنوب إفريقي، والذي تقدم من خلاله بشكوى إلى الكاف نظير ما ارتكبه الحكم السنغالي ماغيتي نداي من أخطاء واضحة أثرت على نتيجة مباراة الذهاب لربع نهائي دوري الأبطال، مطالبا "بضرورة تطبيق تقنية الفار في المباريات المقبلة لتوفير المزيد من العدالة بين الفرق المتنافسة. لاسيما أن النادي كان يتمنى الاستعانة بحكم الفيديو المساعد مع بداية دور المجموعات".
لقد سبق لفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن حذر من تبعات غياب تقنية الفار، عندما قال في تصريح صحفي "....لن نقبل أن يكون هناك عدم تكافؤ الفرص، ولن نقبل أن يغيب الفار عن مباراة ما بحجج ومبررات واهية، هذا عهد نحمله على أكتافنا ومتفقون عليه كي تتطور اللعبة في هذه القارة".
طموحات وتطلعات الكاف باتت، إذن على المحك...