+ الوضوح في الاختيارات
+ الاقتناع في الاختيارات
فالوضوح والاقتناع أديا إلى تضمن حديث هاليلوزيدتش لكم هائل من المعلومات، وإن كانت اللغة لا تسعفه أحيانا لبسط الاختيارات بشكل أفضل.
فمنذ انطلاق الندوة، وهاليلوزيدتش يتكلم، وفق الآليتين السالفتي الذكر، عن سبب اختياره لهذا اللاعب وعدم استدعائه لذاك، مع التأكيد على أن باب المنتخب يظل مفتوحا أمام جميع اللاعبين سواء أولئك الذين يمارسون بالدوري المحلي أو خارجه، باستثناء المترددين في حمل قميص الاسود، هنا يظهر هاليلوزيدتش الصرامة في الجواب- الرفض.
في كثير من لحظات بسط اختياراته، كان هاليلوزيدتش يدافع بكل ما أوتي من عناصر الإقناع لتأكيد صواب ورجحان الاختيار، وكأني به يريد أن يوجه موقفه لما يتم الترويج له بخصوص هذا اللاعب أو ذاك، في محاولة منه لإظهار انه يتابع كل ما ينشر ويروج ويذاع حول المنتخب المغربي.
فعلى سبيل المثال، عندما تطرق للحديث عن خط الدفاع، وبعد أن كشف عن العناصر المنادى عليها، ربط ذلك باستحضار اسم بدر بانون مشيدا بالمستوى الذي يقدمه مع الأهلي المصري، ومقرا في الآن نفسه أنه اختار جواد الياميق لاعب بلد الوليد الإسباني لقوة بنيته، دون أن يغلق الباب في وجه اللاعب السابق للرجاء، بالإشارة إلى أنه يأمل يوما ما في استدعاء بانون لتعزيز صفوف الأسود.
على مستوى عناصر خط الدفاع، أيضا، تحدث عن دوافع استدعائه لأشرف لزعر الذي لعب لواتفورد الإنجليزي في ستة أشهر أخيرة، قائلا "أعرف أنه لم يخض الكثير من المباريات، وبحكم أنه ليس أمام الكثير من الخيارات في مركز الجهة اليسرى، فضلت أن أنادي عليه، لمنحه فرصة أنه ألأجدر بهذا المركز، وإلا سيضطر للبحث عن أسماء أخرى".
بخصوص لاعبي الدوري المحلي، أبرز بلغة فيها الكثير من الأمل، مزيا ايوب العلمود لاعب الوداد الرياضي، التي دفعته للمناداة عليه، مع تمرير ما ينتظره من اللاعب، بالتأكيد على أن مواصلة العلمود اللعب مع المنتخب متوقف عليه بالدرجة الأولى، الشئ نفسه بالنسبة إلى وليد الكرتي، الذي أكد بأنه يتابعه منذ فترة ليست بالقصيرة غير أن تذبذب عطائه دفعه إلى التريث في الوقت الراهن.
تلك واجهة من واجهات أخرى لمقاربة طبيعة اختيارات هاليلوزيدتش، كما عرضها، أمس الخميس، قد نتفق معها أو نختلف، لكن في نهاية الأمر، لها من الصدقية ما يؤكد وضوح ما يريد الوصول إليه بعيدا عن أحكام مسبقة أو لها طابع الترضية لهذا الطرف على حساب الآخر.
أتمنى أن تتم مناقشة اختياراته في ضوء مباراتي غانا وبوركينافاسو بكثير من الهدوء والرزانة الفكرية والأخلاقية، لأن ما يجمعنا هو حب "المنتخب المغربي"، الذي يجعلنا نتوق أن نراه يبهر في التظاهرات الكروية العالمية.