يأتي اصطدام فريقي الرجاء والوداد في ظرف استثنائي، لأنهما يحتلان على التوالي الصفين الثاني والأول في الترتيب العام بفارق 6 نقاط، وفوز الفريق الأحمر سيجعله، بنسبة كبيرة، بطلا للموسم، أما في حال فوز الفريق الأخضر فإنه سيقلص الفارق إلى ثلاث نقاط فقط.
ولأول مرة، ستستأثر مباراة الديربي البيضاوي باهتمام بالغ وكبير بالنسبة للأشقاء التونسيين، لأن المواجهة ستكون تاريخية بين الإطارين فوزي البنزرتي ولسعد جردة الشابي، إذ لم يسبق لمدربين تونسيين أن تقابلا وجها لوجه وهما يقودان قطبي العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية.
هذا الاصطدام سيكون عنوانه الأبرز لقاء التلميذ بالأستاذ، بحكم أن لسعد الشابي (59 سنة) يعتبر مغمورا قياسا بالسيرة الذاتية لمواطنه فوزي البنزرتي (71 سنة)، والذي يلقبه مواطنوه بشيخ المدربين. وبين الشابي والبنزرتي مسافة كبيرة في الشق المهني، فقصة الأول في عالم التدريب لم تبدأ إلا سنة 2006 بأقسام الهواة للدوري النمساوي، قبل الالتحاق للاشتغال بأكاديميات المنتخب النمساوي بدعوة من ويليام تورشاين، المدير الفني للاتحاد المحلي آنذاك. وشغل الشابي، الحاصل على شهادة "ويفا برو"، مدربا مساعدا لمواطنه نبيل معلول بنادي الجيش القطري، ونجحا معا في قيادة الأخير للتتويج بلقب كأس الأمير لأول مرة في تاريخ النادي، قبل أن يعود مدرب الرجاء، حاليا، إلى النمسا لقيادة فريق "ريد" ثم تجربة تونسية أولى من بوابة الاتحاد المنستيري.
أما فوزي البنزرتي فيعد أكثر المدربين التونسيين تتويجا بالألقاب، إذ بدأ مساره لاعبا عام 1968 ضمن الاتحاد المنستيري، لكنه اختار التدريب عام 1977 حين أشرف على العارضة الفنية لأولمبيك سيدي بوزيد بالدرجة الثانية. وفي 1979 تعاقد فوزي البنزرتي مع فريقه الأم الاتحاد المنستيري، وقاده للصعود إلى الدرجة الأولى في أعقاب موسم 1980-1981. وفي أول تجربة له مع النجم الساحلي في موسم 1986-1987 توج بلقب الدوري التونسي. وفي عام 1990 درب النادي الإفريقي، وقاده في العام ذاته، لإحراز لقب الدوري، وبلوغ نهائي كأس أفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس. كما تسلم فوزي البنزرتي المسؤولية الفنية للترجي التونسي عام 1993، وتوج معه بالدوري، وكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1994، كما درب النادي الصفاقسي سنة 1996. وخلال 2013 التحق بفريق الرجاء البيضاوي، قبل أيام قليلة من مشاركته في كأس العالم للأندية بالمغرب، وقاده إلى المباراة النهائية في مواجهة نادي بايرن ميونيخ الألماني (0-2).
وكان لسعد الشابي، حين جرى التعاقد معه مدربا لفريق الرجاء خلفا لجمال السلامي في شهر أبريل الماضي، أكد أن انضمامه للفريق الأخضر كان بمساهمة كبيرة من مواطنه فوزي البنزرتي، وقال "البنزرتي ساهم بشكل كبير في انضمامي للرجاء، إذ مسؤولي الفريق الأخضر استشاروا مدرب الوداد حول إمكانية التعاقد معه، والأخير أخبرهم بمميزاتي وشدد على أحقيتي بالمنصب". وأوضح الشابي أن البنزرتي يعد سفيرا للتونسيين بالمغرب، قائلا "هو محبوب لدى جماهير الرجاء والوداد، وأي فريق يريد التعاقد مع مدرب من تونس يستفسر فوزي البنزرتي أولا، لأنه يعرف كل شيء عن الكرة التونسية. وسي فوزي كبيرنا، وهو من أعظم المدربين في تونس، وهو أستاذنا، ونتمنى أن نحمل ربع ألقابه".