مشاركتنا في الأولمبياد...الخيبة والمرارة

مع توالي أيام الألعاب الأولمبية في دورة طوكيو اليابانية التي جرت العام 2021، والمشاركة المغربية تحصد الخيبة، التي تولد المرارة، بالنظر إلى النتائج المحصل عليها، والتي كانت بعنوان بارز "الإقصاء".

خروج مبكر لممثلي الرياضة المغربية في الملاكمة، السباحة، والجيدو...ولد الحسرة، والتي ازدادت في وقت كنا نتطلع إلى استعادة أمل الوصول إلى منصة التتويج، مع انطلاق منافسات ألعاب القوى، لكن سرعان ما خفتت شعلة التفاؤل، بنزول خبر استبعاد العداء الواعد زهير الطالبي من الأولمبياد، وهو الذي كان يستعد دخول غمار منافسة ألعاب القوى غدا الجمعة في مسافة 10 آلاف متر.

سياق الخيبة والمرارة، بطبيعة الحال وكما هو معتاد، يؤدي بالغيورين إلى طرح أكثر من علامة استفهام عن السبب أو الأسباب..

لكن في الحقيقة، طرح الإخفاق الرياضي في أولمبياد طوكيو، من هذه الزاوية، لم يعد يجدي، ولا حتى ذا قيمة، على اعتبار أن الزواية نفسها يعاد طرحها في كل خيبة، فيبدأ الكل يحلل وينظر ويعلل، ويصول ويجول في حديثه يحمل المسؤولية إلى هذا ويبرئ ذاك، ويتحامل على اسم دون غيره، وفي الأخير يطرح البدائل والخيارات والسيناريوهات التجاوز لدخول دائرة الأضواء...

فخلال متابعتي لحلقة مساء الأربعاء من برنامج خاص بالأولمبياد على قناة الرياضية، وفي خضم النقاش حول "الإخفاق"، اثار انتباهي نقطتان في غاية الأهمية، من شأن تعميق النقاش حولهما بغيرية وطنية، أن يفرز خارطة طريق التألق المأمول.

الأولى: الرياضة الجامعية والمدرسية.

ثانيا: دور الأحزاب السياسية.

بالنسبة للنقطة الأولى، فما على المسؤولين عن قطاع الرياضة، إلا استعادة واستحضار زمن الرياضة المدرسية وما كانت تفرزه من مواهب في أنواع رياضية شتى، إلى درجة أن الأندية الوطنية كانت تلتجئ إلى هذه التظاهرة للتنقيب عن هذه المواهب.

أما النقطة الثانية، فأهميتها تكمن في كون الأحزاب ونظريا، تفرز نخبا للتسيير محليا، أي رؤساء الجماعات والمقاطعات والمجالس، في ضوء هذه الخلفية، فللأحزاب دور كبير في إحداث انتعاشة رياضية محلية، تمتد إلى ما هو وطني تمثيلي في المحافل الدولية.

راهنا، بات من المخجل وغير المقبول، أن تتوج دول من شاكلة بورمودا والفلبين وفيدجي، والإكوادور، وأوزبكستان، والتايلاند، بل وبالذهب، والتي كانت مشاركتها السابقة فقط من أجل المشاركة، في وقت كان المغرب السباق إلى التتويج بالميداليات الأولمبية بدء من المرحوم عبدالسلام الراضي روما 1962، مرورا بسعيد عويطة ونوال المتوكل لوس أنجلس 1984، إلى محمد ربيعي في ريو دي جانيرو 2016.