قراءة في قصة تفوق النسور على النمور في النهائي العربي

في مباراة أقل ما يقال عنها إنها مثيرة ومجنونة، كانت الكلمة النهائية لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم الذي توج بلقب كأس محمد السادس للأندية العربية البطلة بفوزه بحصة (4-3) على حساب نادي اتحاد جدة السعودي بضربات الترجيح، عقب انتهاء الوقت القانوني للمواجهة بالتعادل الإيجابي (4-4)، أمس السبت، بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط.

قراءة في قصة تفوق النسور على النمور في النهائي العربي

 وافتتح البرازيلي برونو هنريكي أهداف الفريق السعودي في الدقيقة الرابعة، وبعدها بدقيقة واحدة عدل المدافع إلياس حداد لفريق الرجاء، ثم أضاف زميله محمود بنحليب الهدف الثاني في الدقيقة 12. وتعادل البرازيلي رومارينيو ريكاردو دا سيلفا للسعوديين من ضربة جزاء في الدقيقة 29، لكن اللاعب زكرياء الوردي أعاد تقدم فريق الرجاء في الدقيقة 37، قبل أن يعزز المهاجم سفيان رحيمي التقدم بهدف رابع. وفي الوقت الذي اعتقد البعض أن المباراة انتهت، انتفض الفريق السعودي وسجل هدفين في أقل من ربع ساعة عبر البرازيلي رومارينيو في الدقيقتين 53 و64، ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح التي حسمها فريق الرجاء البيضاوي لصالحه بعد تألق الحارس أنس الزنيتي. وسجل للرجاء كل من سفيان رحيمي والبديل محمد ازريدة، وعبد الإله الحافيظي، وعمر العرجون، وأهدر عبد الإله مدكور. وسجل للاتحاد السعودي كل من رومارينيو، وكورنادو، وعبد الإله المالكي، وأهدر إنريكي وفهد المولد.

نهائي تاريخي

دخل نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية البطلة تاريخ نهائيات البطولات العربية من أوسع الأبواب، عندما شهدت تسجيل 8 أهداف كاملة في مدة 90 دقيقة، وهو حدث يعد الأول من نوعه في تاريخ النهائيات العربية. وكانت المباراة النهائية عام 2013 في النهائي الذي جمع بين اتحاد الجزائر والعربي الكويتي، وحسمها الفريق الجزائري بحصة (3-2) عرفت تسجيل 5 أهداف، وبالحصة ذاتها انتهى نهائي موسم 2017، والذي جمع بين الترجي التونسي والفيصلي الأردني، وحسمه الفريق التونسي لمصلحته بحصة (3-2). وبذلك، أصبح نهائي فريق الرجاء البيضاوي واتحاد جدة السعودي أكثر النهايات تسجيلا للأهداف في تاريخ البطولة العربية، وعبره حقق الفريق الأخضر اللقب العربي للمرة الثانية في تاريخه، بعد الأولى في عام 2006، بينما رفع الاتحاد السعودي اللقب مرة واحدة، وكان ذلك سنة 2005.

نهائي دون جمهور

تأسف كثيرا الإتحاد العربي لكرة القدم لغياب الجماهير عن المباراة النهائية لكأس محمد السادس للأندية البطلة، وكتب، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، "نفتقدكم كثيرا .. نراكم قريبا، جمهور ناديي الرجاء والاتحاد.. كنا نتمنى لو كنتم معنا.."، مرفوقة بصور لجمهور الفريقين. واتخذ الاتحاد العربي كل الإجراءات الاحتياطية اللازمة من أجل مرور الحدث النهائي بصورة طيبة، بسبب انتشار فيروس كورونا، وحرص على اجراء اختبارات طبية لكل المتداخلين، سواء اللاعبين والأطقم الطبية والتقنية والإدارية، إضافة إلى جامعي الكرات بالملعب... وأثنى الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، على النهائي العربي، وقال "نهائي رائع بكل المستويات، تقنيا وتنظيميا، وأشكر الجميع على دعمهم، وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس الذي وافق بأن تحمل النسخة اسمه، إضافة إلى العمل الكبير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وكل العاملين في الاتحاد العربي من أجل مرور النهائي بطريقة تليق بمكانة الاتحاد". وأكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، في تصريح إعلامي، أن الاتحاد العربي بات يتطلع لتنظيم النسخة الجديدة بطريقة مثلى أفضل من سابقاتها. وكانت المباراة النهائية شهدت حضور عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والجنوب الإفريقي باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وشخصيات أخرى.

نهائي جائحة كورونا

اعتبر النهائي العربي أول مباراة يتم تأجيلها لعدة أشهر بسبب جائحة كورونا، إذ كان من المفروض أن يلعب عام 2020، إلا أن الوباء مدد من عمر النسخة الحالية، التي حملت اسم جلالة الملك محمد السادس، بعدما لعبت مبارياتها في دور ربع النهائي في وقتها، ثم تأجلت مباراتي نصف النهائي، ثم النهائي الذي تأجل كثيرا رغم عودة المنافسات في كل البلدان العربية. واستغرقت النسخة التاسعة والعشرون من البطولة أكثر من سنتين، إذ انطلقت أدوارها التمهيدية في 18 غشت 2019 بمشاركة 40 ناديا، وصمد الاتحاد العربي في مواصلة المنافسات رغم الظرف الطارئ، وتشبت بالحدث العربي الأغلى في المسابقات العربية.