ويرى المحاضر لدى للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أن كل هذه المعطيات تبعث على الارتياح وتمنح الثقة للأندية التي تمثلنا قاريا لكنها للأسف لا تمثل سوى الأقلية، لأن غالبية الأندية تعاني وكانت تعاني الموسم الماضي من سوء التسيير الإداري وتخبط في التدبير التقني وانعدام الاستقرار، وغياب استراتيجيات وخطط للتطور.
كيف ترى انطلاقة البطولة الاحترافية في موسمها الجديد في ظل الإكراهات التي عاشتها الفرق الموسم الماضي؟
أنا غير مطمئن لانطلاقة البطولة إذا ما طرحنا بعض الأسئلة على غرار كيف ستدخل الفرق غمار الدوري، فالجواب هنا يكمن في التعرف على طرق وسبل الاستفادة من أخطاء الموسم الماضي بالنسبة لجميع الفرق، لنتذكر أن هناك فرقا راهنت على مدربين شباب وبدون تجربة وعانت الأمرين لتضمن البقاء وفرق أخرى عصفت بها النتائج للقسم الثاني ومنها من ضمن البقاء بكثير من الحظ، علما أن الفرق السبعة الأولى كلها كانت تحت قيادة مدربين أجانب، هناك فرق أخرى لم توفق بسبب افتقار لاعبيها للخبرة والتجربة والنوعية والعدد او لكونها راهنت على سياسة التشبيب، هناك فرق نجحت في هذا الرهان كفريق الرجاء البيضاوي، ومنها من كان سينزلق للقسم الثاني كفريق الفتح الرياضي.
هل ترى أن الفرق التي عانت الموسم الماضي لضمان البقاء ستعاني كذلك هذا الموسم؟
هذا يتوقف على الإجابة على سؤال هل ستقدر هذه الفرق على الاستفادة من أخطاء الموسم الماضي، من خلال تقييم وتقويم الأخطاء التي ارتكبت، نحن نعلم أن الموسم الماضي كان قاسيا وشاقا بسبب كثافة وتوالي المباريات، وتراكم التعب، والإصابات، وعدم قدرة الأطقم التقنية والطبية على التعامل مع هذه الوضعية الشاذة والنادرة في نفس الوقت.
في نظركم، هل تحضيرات الفرق الوطنية للموسم الجديد كانت كافية في ظل تبعات إكراهات الموسم الماضي؟
كان يتوجب على الأطقم الإدارية للفرق الوطنية العمل على تهييئ الطروف المواتية لتحضير فرقهم للموسم الجديد، لكن يمكن طرح بعض الأسئلة الجانبية، من قبيل كيف السبيل لهذه الفرق خصوصا تلك التي سلمت من النزول أو التي أضاعت التأهل للمشاركة في المسابقات الخارجية، أو تلك التي تمكنت من الصعود للبطولة الاحترافية؟ وما هو الطريق الأنسب للتعامل مع موسم مقبل اعتبره أسهل من سابقه؟ أكيد أن الفرق التي ستضمن البقاء وتلعب الدوري بارتياح هي الفرق التي ستسعى للحصول على أكبر عدد من النقاط في الثلث الأول من عمر البطولة كما كان عليه الحال بالنسبة لشباب المحمدية، والجيش الملكي، والمغرب الفاسي السنة الماضية، ولتحقيق ذلك وجب توفير شروط التفوق في ظل الإكراهات التي نعرفها وغياب الجمهور، وقلة الإمكانيات، لأن تحضيرات الفرق لا يمكنها أن تكون في المستوى إذا لم تحترم توفير وتأمين عدد من العوامل والعناصر، وفي مقدمتها التعاقد مع مدرب له القدرة على الاستفادة وتسخير إمكانيات اللاعبين بخطط محكمة وربح المباريات بذكاء بعد إعداد في المستوى، بالرغم من ضيق الوقت هذا الموسم، الفرق تحتاج إلى التعامل الذكي مع المباريات الخمسة الأولى، للتموضع ضمن فرق مقدمة الترتيب، وهو ما يستدعي تضافر جهود الطاقم التقني والطبي والإداري بمهنية كبيرة، ووجب كذلك التعاقد مع لاعبين لهم خبرة التنافسية، واستثمار تجارب هؤلاء لإذكاء الحماس والروح القتالية والاندفاع في اللاعبين الاخرين منذ البداية، بمسؤولية هؤلاء اللاعبين المجربين الذين سيشكلون العمود الفقري للفريق، ما سيكون مهما جدا في سبيل اكتساب النقط، ولا يمكن أن نرمي كل شيء على المدرب وتعليق الإخفاق عليه في بداية المنافسات.
ما هي العناصر التي يتوجب على الفرق الوطنية في نظركم التوفر عليها لضمان النجاح في خوض منافسات البطولة الاحترافية؟
يتوجب أولا توفير السيولة المالية وهذا مهم جدا، وتأمين مستشهرين قادرين على الدفع بالفريق إلى الأعلى، وانتزاع النقاط من الخصوم بالرغم من قوتهم عن طريق الحماس والرغبة في العطاء اللامتناهي، وهو ما يتأتى من خلال توفير المنح للاعبين، وتوفير الظروف المواتية للنجاح.
في ظل كل هذه الإكراهات ما هي الفرق التي ترى أنها قادرة على رفع التحدي والمنافسة على لقب البطولة الوطنية؟
أهم الفرق التي أراها قادرة على المنافسة هي التي ستؤمن ما قلناه سابقا بغض النظر عن كونها فرق كبيرة أو صغيرة، أعطي دائما المثال بفريق زمامرة الذي نزل الموسم الماضي بحصولها على 16 نقطة في الثلث الأخير من البطولة حيث لم تخسر في ثلاث مناسبات ولو قامت بهذا المجهود منذ البداية لاحتلت المركز الثالث برصيد 32 نقطة وراء الوداد والرجاء في نهاية الثلث الثاني من البطولة.