يرى الدولي السابق محمد عزيز الصمدي، في قراءته التقنية لمباراة المنتخب الوطني الرديف ومنتخب الجزائر، أن أشبال المدرب الحسين عموتة تأخروا في دخول المباراة، ما منح منتخب الجزائر الثقة في الاستحواذ على الكرة في الربع ساعة الأولى من زمن المباراة، وقال " أعتقد أن دخول المنتخب الوطني في المباراة لم يكن جيدا، ما منح الفرصة للمنتخب الجزائري للاستحواذ على الكرة"، وتابع " مع مرور الوقت دخلنا المباراة وتمكنا من التحكم في وسط الميدان، واستعادة التوازن".
وأشار الصمدي، إلى أن المستوى الكبير الذي ظهر عليه المنتخب الوطني في مباريات دور المجموعات، والحصص الكبيرة التي فاز بها، دفعت منتخب الجزائر إلى دخول المباراة بحذر كبير، وبتركيز أكبر لعدم تلقي نفس مصير المنتخبات التي واجهت المنتخب الوطني في الدور الأول، وقال " اعتقد ان المباريات التي خاضها المنتخب الوطني في دور المجموعات، والحصص الثقيلة التي فاز بها، دفعت منتخب الجزائر كي يكون أكثر تركيزا وأكثر تحفيزا لخوض المباراة بجدية كبيرة"، وزاد " أعتقد أن هذا الأمر كان واضحا من خلال فوز لاعبيه بعدد كبير من الصراعات الثنائية على الكرة خصوصا في وسط الميدان".
وأكد النجم السابق لفريق الجيش الملكي، أن المباراة كانت صعبة خصوصا على مستوى الضغط الذي كان ممارسا على لاعبي كلا المنتخبين، وقال " المباراة كانت صعبة للغاية، السيناريو الذي كان متوقعا هو الذي وقع فكل منتخب كان حذر من المنتخب الآخر"، وزاد " لم تكن هناك فرص كثيرة للتسجيل في مقابل حضور ضغط ذهني أثر سلبا على المردود التقني للاعبين، ودفعهم لارتكاب عدد من الأخطاء خصوصا على مستوى تمرير الكرات فيما بينهم".

وأوضح الصمدي، أن لاعبي المنتخب الوطني سقطوا في عدد من الأخطاء التي استفاد منها منتخب الجزائر، وقال " سقط المنتخب الوطني في عدد من الأخطاء ما جعل اللاعبين يجدون صعوبات كبيرة في محاولة إخراج الكرة"، واسترسل " حينما تكون هناك مشاكل تكتيكية في وسط الميدان تكون هناك الحلول عبر الأطراف، وهو ما لم نراه كثيرا في هذه المباراة".
وأفاد عضو الطاقم التقني لفريق الجيش الملكي، في حديثه لـ "لومتان سبورت"، أن منتخب الجزائر قرأ المباراة بشكل جيد، وحاول الحد من خطورة المنتخب المغربي، وقال " المنتخب الجزائري قرأ المباراة بشكل جيد لأنهم منعوا التمريرات في العمق التي تلغي خطوط الفريق الخصم، وهي الطريقة التي أبدع فيها المنتخب المغربي في مباريات دور المجموعات، كما أننا لم نر كثيرا صعود الظهيرين لمساندة الهجوم"، وزاد " أقدم منتخب الجزائر على ملء وسط الميدان من خلال الاعتماد على أربعة لاعبين فضلا عن اللاعب الذي يلعب خلف المهاجم الذي كان يعود لسد الفراغات، لمنح الزيادة العددية في وسط الميدان والحد من خطورة المنتخب المغربي".

وأشار الصمدي، إلى أن الشوط الثاني لم يختلف كثيرا عن الشوط الأول من الناحية التكتيكية، خصوصا فيما يخص الحد من خطورة المنتخب الوطني في وسط الميدان، وقال " واصل منتخب الجزائر الشوط الثاني بنفس الطريقة ونجح في الحد من خطورة اللاعب الحافيظي، الذي فرضت عليه رقابة شديدة لم تكن فردية بقدر ما كانت دفاعا متقدما للمنطقة"، وتابع " أينما تحرك الحافيظي كان يجد قربه لاعبا أو لاعبين من الفريق الخصم، وهو الأمر الذي قلل من الفرص من أجل اللعب في الامام، وبالتالي لم نجد حلولا هجومية".
واعتبر الصمدي عودة المنتخب الوطني في نتيجة المباراة في مناسبتين أمرا إيجابيا، وقال " ردة فعل المنتخب الوطني بعد تأخره في النتيجة في مناسبتين كانت جيدة، حيث تمكنا من العودة في الوقت المناسب ورجعنا في المباراة"، وأضاف " المباراة شهدت العديد من الفترات، منها فترات كانت لصالح المنتخب الوطني وفترات لصالح منتخب الجزائر، وعموما المباراة كانت متكافئة وكان هناك توازن بين المنتخبين".
وأشاد اللاعب الذي شارك رفقة منتخب أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم 1994 التي جرى تنظيمها في الولايات المتحدة الأمريكية، بالمستوى الذي قدمه المنتخب الوطني الرديف في البطولة العربية، وقال " الخروج من دور ربع نهائي البطولة العربية لا يعني ان المنتخب الوطني كان ضعيفا، بالعكس اللاعبون قدموا ما عليهم، ولكن ضربات الترجيح او ضربات الحظ كان من الممكن أن تكون لصالحنا لو نجح الزنيتي في صد ضربة جزاء افلتت من يديه"، وواصل " هي ضربات الحظ، والحظ ابتسم لمنتخب الجزائر. أتمنى ألا يتأثر اللاعبون بهذا الخروج، كرة القدم دائما تعرف الفوز والخسارة، هنيئا لمنتخب الجزائر ونتمنى للمنتخب المغربي التوفيق في كأس أمم إفريقيا وتشريف الكرة المغربية".