برافو للرديف...وحذار للمنتخب الأول

رغم كل ما قيل عن إقصاء المنتخب الوطني المغربي الرديف في مسابقة كاس العرب المقامة حاليا بقطر، من انتقادات على الكيفية التي انهزم بها في دور الربع أمام منتخب الجزائر، أرى أن هذا المنتخب يستحق الإشادة والتنويه لعدة اعتبارات، منها:

أولا، أعطانا الأمل في أن مستقبل المنتخب الأول لا خوف عليه، بوجود اسماء بات في إمكانها ومقدورها أن تدافع عن قميص المنتخب الوطني ألف، بالنظر إلى العروض التي قدمتها على غرار محمد الشيبي لاعب الجيش الملكي، وكذالك أشرف دراي لاعب الوداد الرياضي...

ثانيا، حقق أرقاما في دور المجموعات ستظل منقوشة في السجل الذهبي لدورة 2021 من المسابقة القارية الخاصة بالمنتخبات، أقوى هجوم ودفاع.

ثالثا، الروح الرياضية، التي أبانت عنها العناصر الوطنية، لإيمانها الراسخ بأن مباراة كرة القدم يجب أن تبقى حبيسة إطارها الرياضي، الذي يهنئ فيها المنهزم الفائز، دون أي تعصب أو مزايدة مهما كان مرجعه، بدليل الطريقة الذي تصرفت بها سواء مع نظيراتها الجزائرية من خلال العناق، او الجماهير التي كانت حاضرة في الملعب، بالتصفيق وتوجيه تحية تقدير للدعم والمساندة والتشجيع...

بالمقابل، أود أن أهمس في أذن جميع مكونات المنتخب الوطني، بضرورة الحرص خلال حديثهم - تصريحاتهم، أن يكونوا حذرين، من خلال الابتعاد ما أمكن عن عبارات "غادين نجيبو لكاس"، "المنتخب لغادي نواجهوه غادي نتصروا عليه"...خاصة وأن المنتخب المغربي الأول تنتظره مشاركة بداية العام المقبل في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون.

فالجميع، يعرف ماذا أصبحت تمثل هذه الكأس القارية بالنسبة للجماهير المغربية، بالنظر إلى طول الفترة التي تفصل عن آخر لقب قاري توج بها المغرب (إثيوبيا 1976)، لذلك أفضل أن يركزوا، في أحاديثهم - تصريحاتهم على "أن المنتخب الوطني سينافس للتتويج باللقب"، أو "أننا سندافع عن كامل حظوظنا للوصول إلى منصة التتويج"، "لسنا المنتخب الوحيد في هذه النهائيات، بل جميع المنتخبات ستحل بالكاميرون بالرغبة ذاتها"...

هناك فرق بين الانتظارات، والطموحات والتطلعات، وسياقات ترجمتها على أرض الواقع، وكذا شروط إمكان تحققها، لذلك يجب التحكم في العواطف بطريقة تمكن من توظيفها بالشكل الذي يرفع من منسوب الثقة والتركيز، لبلوغ هذه الطموحات.

ولنا في نسخة الدوحة 2021 مع المنتخب الرديف، وقبلها نهائيات كان 2019 مع المنتخب الأول، العبرة لتفادي إقصاء بطعم المرارة..