لهجة هاليلوزيتش وخرجة بلهندة...من المستفيد؟

مع اقتراب موعد نهائيات أمم إفريقيا لكرة القدم، المحدد بداية العام المقبل بالكاميرون، إلى حدود الساعة، صرح الناخب الوطني البوسني وحيد هاليلوزيتش لوكالة "أ ف ب" بلهجة تحذيرية - تهديدية غير مستساغة، وذلك في معرض تعليقه عما راج بخصوص تقدم رابطة الأندية الأوروبية بطلب إلى الاتحاد الأوروبي "يويفا" والدولي 'فيفا"، تشير فيه إلى أنها لن تسمح للاعبيها الأفارقة بالمشاركة في نهائيات "كان كاميرون". ماذا قال هاليلوزيتش؟ "...إذا لم يأت لاعب ما، فهذا يعني أن ارتباطه بالمنتخب الوطني غير قوي... فمن الممكن عدم ضم من يرفض المجئ إلى المجموعة، رغم أن التهديد موجود من طرف الأندية. فيمكنه أن يودع المنتخب الوطني".

هل بمثل هذه اللهجة، ينبغي التعامل مع المحترفين المغاربة؟ اليست هناك طرائق أخرى كان حريا بهاليلوزيتش توظفيها لتمرير موقفه، وهنا تحضرني كلمات فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم، خلال اجتماعه مع مختلف المنتخبات الوطنية، حيث كان يظهر براعة نادرة في توصيل حب القميص الوطني، وبطريقة ذكية وغير مباشرة، وما يستتبع ذلك من ضرورة القيام بتضحيات وعن طيب خاطر.

تملكنى الاستغراب والحيرة، لكون تصريح هاليلوزيتش التحذيري مر دون أن يحدث أي رد فعل من طرف مكونات مشهدنا الكروي، ما عدا الدولي المغربي فخر الدين رجحي في برنامج "لبطولة"، الذي يقدمه الزميل منير أوبري براديو "شذى إف إم" ، حيث عبر عن امتعاضه وعدم رضاه لما قاله هاليلوزتيش.

بالموازاة مع ذلك، ذهب الدولي السابق يونس بلهندة لاعب أضنا ديميرسبور التركي، في حوار مع موقع "ساو فوت" الفرنسي، إلى أنه لن يلبي دعوة مدرب المنتخب الوطني هاليلوزيتش، قائلا "حتى ولو نادى علي لن أذهب، ومادام أنه ناخب، فالمنتخب انتهى، هناك شرخ، لم يحترمني في وقت تعد إنجازاتي مع الفريق جيدة، أكثر من ذلك، قضيت مع المنتخب 12 عاما...انا لست من تلك النوعية التي اختارت أولا إسبانيا ثم بعد ذلك المغرب، كان بإمكاني أن أختار فرنسا منذ البداية، لكنني لم أفعل لحبي لبلدي...لقد قمت بتنقلات صعبة وغير مأمونة، عندما كان من الواجب التنقل إلى إفريقيا الوسطى، وغامبيا كنت حاضرا".

سأقف عند هذا التصريح، دون ذاك الذي تحدث فيه عن حادثة المكلف بالترويض بالمنتخب الوطني، وهذه قصة أخرى، يمكن التطرق إليها من زاوية "احترام التخصصات" كيفما كانت طبيعة الدوافع، وذلك بطرح السؤال التالي: ما مناسبة هذا الكلام وفي هذا التوقيت بالذات؟، علما أن السؤال الذي طرح عليه لا يتطلب كل تلك التفاصيل الذي ذكرها "مع المغرب، أيضا، يمكن القول إنك ورقة رابحة ورغم ذلك لدينا إحساس أن وحيد هاليلوزيتش أبعدك عن المنتخب؟

أمام مثل هذه الأسئلة، وبالنظر إلى السياق العام للمنتخب الوطني في الوقت الحالي، كان من الأفضل وكما عهدنا ذلك عند كبار لاعبي كرة القدم، واحتراما لـ 12 عاما التي حمل فيها بلهندة قميص المنتخب الوطني، أن يجيب بدبلوماسية، "هي اختيارات المدرب وما علي إلا أن أحترامها" أو "يبدو أن الناخب الوطني لديه رؤية تروم الاعتماد على عناصر شابة لإيجاد الخلف لرفع تحديات الاستحقاقات المقبلة....".

على امتداد النسخ الأخيرة من مسابقة ألـ "كان"، الكل كان يتطلع إلى لقب ثان، بعد ذاك الذي حققه جيل العميد أحمد فرس العام 1976 بإثيوبيا، لكن كان التطلع – الحلم يتأجل أو "يجهض" بفعل أمور تكون خارج رياضية.

فرجاء، المنتخب أولا وأخيرا، ودعونا من مثل هذه التصريحات والخرجات غير المفيدة.