بترجيح نقاش هادئ بعيد عن انفعالات اللحظة، والارتماء في أحضان موجة الغضب العاطفية، سنحاول أن نقارب الموضوع بوضعه في إطاره المعقول من زواية استحضار طموح كل طرف (اللاعب والمدرب) المشروع.
قبل ذلك، نود أن نؤكد أن المنتخب الوطني يعلو ولا يعلى عليه، وأنه "شئ مقدس" بلغة هاليلوزيتش، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نشكك في احترام هذا اللاعب أو ذلك لقميص اسود الأطلس.
على هدي هذه الخلفية، نرى أنه كان من الأجدر أن يقوم المسؤولون عن المنتخب الوطني بقراءة قرار التأجيل الذي طالب به الزلزولي، باستحضار أولا، سن اللاعب، وثانيا ظرفية انتقاله للعب مع الفريق الأول لبرشلونة. لنوضح.
الزولزولي لاعب ناشئ (21 سنة) مازال في بداية مساره الاحترافي، وما ضمه من طرف المدرب الجديد تشافي هيرنانديز إلى المجموعة الأولى، إلا اللبنة الأولى في بناء هذا المسار، الذي سيستفيد منه لا شك المنتخب الوطني المغربي لسنوات عديدة، وليس في ايام مسابقة معدودة، كما ذهب إلى ذلك الدولي السابق رضوان الحيمر المدرب الحالي للشباب الرياضي السالمي في حوار مع موقع "كووورة" "...إننا نحتاج الزلزولي لـ10 سنوات و ليس لـ10 أيام في أمم إفريقيا"، من هنا يبدو أن هاليلوزيتش ربما تسرع في دعوته إلى المنتخب، لأنه من المرجح ألا يعتمد عليه أساسيا في هذه التظاهرة الرياضية الإفريقية، خاصة أن العديد من وسائل الإعلام المتابعة لأخبار المحترفين المغاربة تحدثت كثيرا عن جاهزية طارق تيسودالي لاعب جنت البلجيكي أكثر من الزلزولي، الذي تابعت أخباره بالنظر إلى قيمة الفريق الكطالوني الكروية، وذلك لتشجيعه ودعمه، كما حصل تمثيلا لا حصرا مع أشرف حكيمي عندما كان يلعب مع ريال مدريد.
من هذه الزواية، كان من المفروض، تفهم طموح الزلزولي مع فريقه الحالي، الذي لا يتعارض مع حبه للمنتخب المغربي، بحكم أنه لعب لبعض فئاته، ثم كان يضع صوره على مواقع التواصل الاجتماعي مرفوقة في معظم الأحيان بالعلم الوطني، إضافة إلى أنه لم ينطق بكل ما من شأنه أن يفيد الرفض. هنا نناقش الملفوظ والفعل المرئي أما النوايا فلا يعلمها إلا الله.
ما عرضته ليس دفاعا عن الزلزولي ولا مسا في قرار هاليلوزيتش، بل هو مساهمة في نقاش يهم منتخبنا الوطني، الذي نتمنى صادقين مع جيل العميد رومان سايس ان يعود بالكاس من الكاميرون، كما فعل جيل أحمد فرس العام 1976 بإثيوبيا، لكي يواصل جيل لوزا والزلزولي، وأخوماش، والتلمساني، ورحيمي، والشيبي...رحلة الإبهار المغربي...