عبيس: مباراة الغابون كانت امتحانا عسيرا للناخب الوطني
قال المدرب الوطني إدريس عبيس، المتخصص في التحليل التقني لمباريات كرة القدم، إن الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش، لم يكتف فقط، كما لاحظ الجميع، بتغيير التركيبة البشرية للمنتخب الوطني، في مباراة الجولة الأخيرة من المجموعة الثالثة ضمن دور مجموعات كأس إفريقيا للأمم الجاري حاليا بالكاميرون إلى غاية 9 من فبراير المقبل، التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما أمام نظيره الغابوني، بل غير أيضا النظام التكتيكي، الذي خاض به المباراتين السابقتين، موضحا أن المنتخب الوطني لعب بنظام 4-4-2 واعتماد على الشكل الهندي "المعيّن" في خط وسط الميدان، وهو ما أثر سلبيا على العناصر الوطنية، في صراعها وسط الميدان مع المنتخب الغابوني الذي اعتمد نظام 3-5-2، إذ وضع الفرنسي باتريك نوفو شكل "المثلث المقلوب" وسط الملعب (قشاش وصانعي ألعاب)، ما أدى إلى تكسير "المعين الذي تشكل من أمرابط وفجر وأوناحي و شاعر كصانع.
وأضاف عبيس المدير التقني لأولمبيك اليوسفية، أن التغييرات في التركيبة البشرية التي اعتمدها الناخب الوطني سواء على مستوى حراسة المرمى أو محور الدفاع أو وسط الميدان والهجوم، نتج عنها الكثير من الارتباك بسبب ضعف الانسجام بين بعض اللاعبين، وخلقت اشكالات كبيرة على مستوى نجاح النهج التكتيكي الذي دخل به المنتخب الوطني، خاصة في معركة وسط الميدان التي يمكن تلخيصها في العنوان التالي " مثلث الغابون يحكم معين المنتخب الوطني"، سيما ان نجاح هذا النهج رهين بانسجام اللاعبين وهو ما كان غائبا في المباراة، رغم التفوق العدد (أربع لاعبين مغاربة في مقابل ثلاثة لاعبين من الغابون)، إذ تمكن وسط ميدان الفهود من إخراج الكرة بسرعة ونقلها لخط هجومه ونجح أيضا في تكسير البناء الهجومي للمنتخب الوطني بسرعة، وهو ما جعل الكفة تميل ضده طيلة الجولة الأولى، التي خسر فيها معركة الوسط.
واعتبر المتحدث ذاته أن الهدف الذي تلقاه المنتخب الوطني في الدقيقة 22، ليس مرتبطا فقط بخطأ فردي من المدافع شاكلا، بل هو خطأ جماعي بداية بالتمريرة الطويلة في ظل غياب التغطية، وضعف الحراسة والخروج للكرة في الوقت المناسب، وانتظر المنتخب الوطني 49 دقيقة لتسجيل التعادل من ضربة الجزاء، بعد إسقاط اللاعب بوفال، الذي منح الحيوية لخط الهجوم بمجرد دخوله بديلا في المباراة، غير ان سوء التفاهم بين المهاجمين النصيري والكعبي وقف حائلا أمام استغلال بعض الهجومات التي أصبح يشنها المنتخب الوطني بعد دخول بوفال، مضيفا أن سيناريو التغييرات التي اضطر وحيد لاجرائها لإنقاذ الموقف، مع تسجيل هدف ثاني ثم عودة المنتخب الوطني من جديد عبر هدف حكيمي، أرهق اللاعبين نفسيا، سيما أن المنتخب الغابوني عرف كيف يفرمل الجهة اليمني التي ينشط فيها حكيمي والتي تعد من أهم نقاط قوة الأسود في شقه الهجومي، ما اضطر وحيد لتغيير نظامه التكتيكي بعد التغييرات وعاد لنظام 4-3-3، وأصبح بوفال حرا وعرف كيف يربك دفاع الغابون، مع الاعتماد على رأس حربة واحد بدل اثنين.
وقال عبيس إن المباراة كانت بمثابة امتحان عسير للمنتخب الوطني، ونجا بصعوبة من فخ السقوط في الهزيمة، وفقدان صدارة المجموعة، ما يعني فقدانه الاستمرار في الملعب نفسه الذي خاض فيه مبارياته الثلاثة في الدور الأول، مع تغيير مقر الإقامة والمدينة ما كان سيربك كثيرا البعثة المغربية، مضيفا أن التوتر شمل أيضا كرسي البدلاء، حيث ظهر جليا عدم رضا اللاعبين على الصورة والأداء الذي قدمه المنتخب الوطني أمام الغابون، وبخصوص التغيير المبكر للاعب الياس شاعر، قال المدرب الوطني إن الطريقة التي خاض بها الناخب الوطني المباراة، عبر اللعب المباشر، وأيضا عدم إمداد إلياس بالكرة الثانية من طرف الكعبي والنصيري حال دون ظهور الشاعر الذي يميل نحو التوغل من العمق، ما اضطر وحيد لتغيير نمط لعبه من اللعب المباشر إلى اللعب غير المباشر.