لكن، وهنا لن نلمس الأعذار للناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش أو اللاعبين، بل فقط استحضار الظروف – الإكراهات، التي مرت فيها مباريات الأسود الثلاث ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
دون الوقوف عند القيود الاحترازات المعاشة حاليا في ظل جائحة فيروس كورونا، لم يخض هاليلوزيتش مبارياته بتشكلية قارة، وهذا عائد إلى غياب عدد من لاعبيه الأساسيين، إمام بفعل إصابتهم بكوفيد 19، أو عدم تعافيهم كليا من الإصابة التي تعرضوا لها مغ اقتراب انطلاق العرس الرياضي الإفريقي.
قبل ذلك، لم يعرف المعسكر الإعدادي، الذي أقيم بمركز محمد السادس لكرة القدم، حضور جميع اللاعبين بسبب التزامهم مع الفرق الأوروبية التي يلعبون لها، خاصة بعد الاتفاق الذي حصل بين الكونفدرالية الإفريقية "كاف"، والاتحاد الدولي "فيفا"، ناهيك عن دعوة ثلاثة لاعبين في آخر لحظة (بدر بانون، وسفيان رحيمي، واشرف بنشرقي)...
في ظل كل هذه المعطيات، واخرى قد تكون حصلت ولم يتم اعلان عنها، خاض الأسود مباريات مجموعته، وتمكن من تحقيق الأهم وهو التأهل إلى دور الثمن، ما يبقي الأمل على التنافس، الذي نتمنى صادقين أن يتواصل إلى اقصى نقطة في هذه النهائيات.
الآن، تم التعرف على منافس الأسود في دور الثمن، والمباراة لم تلعب بعد أمام الملاوي، وكل مكونات المنتخب المغربي تركيزها منصب على هذه المواجهة الحاسمة. لذا على الجميع إيقاف تلك الانتقادات، التي نتفهما في إطار الحب الذي يكنه أصحابها للمنتخب الوطني، رغم حدة غالبيتها وخروج بعضها عن حدود اللياقة، ونظل نتشبث بالأمل المسنود بضرورة الثقة في هذه القائمة التي يخوضها بها وحيد هاليلوزيتش نهائيات "كان كاميرون".
هذا هو المطلوب، ومن يدري قد تكون المباراة المقبلة الأفضل والأحسن، وتكون المفتاح للسير قدما نحو منصة التتويج في السادس فبراير المقبل.
ولنا في تاريخ كرة القدم العالمية، العديد من التجارب، يكفي إعادة استحضار تتويج المنتخب الإيطالي لكأس العالم للعام 1982 بإيطاليا على عهد المدرب الداهية إنزو بيرزوت، لنقف عند أهمية الأمل والثقة والابتعاد عن الانتقادات السلبية الحادة، في صنع المعجزات، بحيث نجح هذا المنتخب في إزاحة نظيره البرازيلي الذي اعتبر وقتها أفضل تشكيلة للصامبا في تاريخ المونديال، والأرجنتيني بنجمها الجديد والواعد دييغو مارادونا، ثم ألمانيا الغربية آنئذ، مع مدربها المحنك يوب دروال...، رغم أنه في دور المجموعات لم يفز في أي مباراة، تأهل فقط بثلاثة تعادلات.