حديث هادئ مع لقجع عن إقصاء الأسود

عز الدين مخلوفي

بعد أن هدأت النفوس، وتراجعت حدة ردة الفعل عقب إقصاء المنتخب المغربي من النسخة 33 لنهائيات كأس إفريقيا المقامة حاليا بالكاميرون، أود العودة، بكل هدوء إلى مقاربة مشاركة الأسود في هذه التظاهرة الرياضية القارية.

منطلقي المبدئي في هذه المقاربة، يستمد مرجعيته من شعار "الروح الرياضية"، ما يعني عمليا، تقبل الإقصاء، الذي حصل في دور الربع أمام مصر، لأنه يشكل جزءا من طبيعة مثل هذه المسابقات.

لكن، بالمقابل، نتطلع إلى فتح حوار ونقاش، بعيد عن السب والتجريح، والأحكام الفارغة معنى ومبنى، للحديث عن إقصاء مر، أجهض مرة أخرى حلم الوصول إلى منصة التتويج لثاني مرة في تاريخ مشاركتنا في كاس إفريقيا.

السيد لقجع،

بكل صدق، ومباشرة بعد إعلان الحكم السنغالي نداي عن انتهاء لقاء المغرب ومصر، تراءت لي صورتك وأنت جالس، صامت، متسمر في مكانك، والكثير من الصور واللقاءات والجلسات، تمر أمامك وقد قفزت إلى الواجهة من داخل شريط ذاكرتك، وكذا العديد من الأسئلة كيف؟ ولماذا؟ وما العمل؟...، والحيرة بادية على محياك، والأسف والحسرة يعصران قلبك. لماذا؟

لأننا جميعا، على بينة من شعفك وحبك لكرة القدم، ولا أحد يجادل في سعيك الحثيث، بغيرة وطنية فائقة، إلى إسعاد الجماهير المغربية بإحراز كأس إفريقيا، ذلك ومنذ توليك مسؤولية جامعة كرة القدم، كنت حريصا، كلما أتيحت لك الفرصة، على استحضار طموح منح لقب قاري آخر للمغرب، مشددا على أنه من غير المعقول أن تظل خزانة الكرة المغربية حبيسة لقب واحد يتيم، وذلك منذ 47 عاما، وبالتالي لم تدخر أي جهد في سبيل خلق كل الأجواء والظروف لتجسيد حلمنا المشترك على أرض الواقع.

وهنا، أتساءل: ما الذي يمنع من الوصول إلى هذا المبتغى- الطموح؟

لن أردد بعض حماقات وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أرى في اعتقادي الشخصي المتواضع، أنه بات من الضروري توجيه الاهتمام بشكل كبير نحو البطولة الوطنية، بالبحث عن الطرائق والوسائل لكي تجعلها قوة قادرة على إبراز لاعبين باستطاعتهم أن يكونوا نواة المنتخبات الوطنية بكل فئاتها.

رأيي، السيد لقجع، لا يعني إقصاء اللاعب المغربي المحترف بأوروبا، بل أرى أن من ستتم المناداة عليه، هو الذي سيكون الأكثر جاهزية ووفق الخصاص الذي سيلاحظه الناخب الوطني، بمعنى أوضح تشكيل المنتخب يجب أن يكون في المقام الأول متكئا على اللاعب المحلي، الذي استأنس بالأجواء القارية، وعلى احتكاك دائم بباقي زملائه بحكم أنه يلعب معهم أو ضدهم بصفة شبه دائمة، ما يولد الانسجام كأحد ركائز النجاح.

من هنا، يبدأ الطريق...ولكم واسع النظر

السيد لقجع،

لست في موقع الدفاع عنك، فمنجزاتك كفيلة بالقيام بهذا الدور وبطريقة أكثر إقناعا إلا لمن وضع نظارة سوداء على عينيه.

فقط ورجاء، أتمنى وأنت تفكر في سيناريوهات ما بعد إقصاء 30 يناير 2022، أن تستحضر ما جاء في الرسالة الملكية  للمناظرة الوطنية حول الرياضة للعام 2008، لأنها جاءت حاملة للكثير من أدوات الدفع نحو الأفضل، وفي الوقت نفسه القطع مع تلك التي كانت وراء الفشل والإخفاق والإقصاء...بعيدا عما تحقق على المستوى البنية التحتية...